responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 28

فتوجه الى مكة و هى طريقة الى اليمن حتى اذا كان بين عسفان و أمج أتاه نفر من هذيل بن مدركة ابن الياس بن مضر بن نزار بن معدّ فقالوا أيها الملك أ لا ندلك على بيت مال داثر أغفلته الملوك قبلك فيه اللؤلؤ و الزبرجد و الياقوت و الذهب و الفضة قال بلى قالوا بيت مكة يعبده أهلها و يصلون عنده و انما أراد الهذليون هلاكه بذلك لما عرفوا من هلاك من أراده من الملوك و بغى عنده فلما أجمع لما قالوا أرسل الى الجبرين و سألهما عن ذلك فقالا له ما أراد القوم إلا هلاكك و هلاك جندك ما نعلم بيتا للّه اتخذه لنفسه فى الارض غيره و لئن فعلت ما دعوك إليه لتهلكنّ و ليهلكنّ من معك جميعا قال فما ذا تأمر اننى أن أصنع به اذا أنا قدمت عليه قال تصنع عنده ما يصنع أهله تطوف به و تعظمه و تكرمه و تحلق رأسك عنده و تتذلل له حتى تخرج من عنده قال فما يمنعكما أنتما من ذلك قالا أما و اللّه انه لبيت أبينا ابراهيم و انه لكما أخبرناك و لكن أهله حالوا بيننا و بينه بالاوثان التي نصبوها حوله و بالدماء التي يهريقون عنده و هم نجس أهل شرك فعرف نصحهما و صدّق حديثهما فقرّب النفر من هذيل فقطع أيديهم و أرجلهم ثم مضى حتى قدم مكة فطاف بالبيت و نحر عنده و حلق رأسه و أقام بمكة ستة أيام فيما يذكرون ينحر بها للناس و يطعم أهلها و يسقيهم العسل و رأى فى المنام أن يكسو البيت فكساه الخصف ثم أراد أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه المعافر ثم رأى أن يكسوه أحسن من ذلك فكساه الملاء و الوصائل* و كان تبع فيما يزعمون أوّل من كسا البيت و أوصى به ولاته من جرهم و أمرهم بتطهيره و أن لا يقرّبوه دما و لا ميتة و لا ميلغا و هى الحائض و جعل له بابا و مفتاحا ثم خرج متوجها الى اليمن بمن معه من جنوده و بالحبرين حتى اذا دخل اليمن دعا قومه الى الدخول فيما دخل فيه فأبوا عليه حتى تحاكموا الى النار التي كانت باليمن قال ابن اسحاق فيما يرفعه الى طلحة بن عبيد اللّه أنه يحدّث أن تبعا لما دنا من اليمن ليدخلها حالت حمير بينه و بين ذلك و قالوا لا تدخلها علينا و قد فارقت ديننا فدعاهم الى دينه و قال انه خير من دينكم قالوا فحاكمنا الى النار قال نعم قال و كانت باليمن فيما يزعم أهلها نار تحكم بينهم فيما يختلفون فيه تأكل الظالم و لا تضرّ المظلوم فخرج قومه بأوثانهم و ما يتقرّبون به فى دينهم و خرج الحبران بمصاحفهما فى أعناقهما متقلدين بهما حتى قعدوا للنار عند مخرجها الذي تخرج منه فخرجت إليهم فلما أقبلت نحوهم حادوا عنها و هابوها فردّهم من حضرهم من الناس و أمروا بالصبر لها حتى غشيتهم فأكلت الاوثان و ما قرّبوها معها و من حمل ذلك من رجال حمير و خرج الحبران بمصاحفهما فى أعناقهما تعرق جباههما لم تضرّهما النار فصفقت عند ذلك حمير عن دينها فمن هنالك كان أصل اليهودية باليمن قال ابن اسحاق و قد حدّثنى محدّث أن الحبرين و من خرج من حمير انما تبعوا النار ليردّوها قالوا و من ردّها فهو أولى بالحق فدنا منها رجال حمير بأوثانهم ليردّوها فدنت منهم لتأكلهم فحادوا عنها و لم يستطيعوا ردّها و دنا منها الحبران بعد ذلك بمصاحفهما و جعلا يتلوان التوراة و تنكص حتى ردّاها الى مخرجها الذي خرجت منه فصفقت عند ذلك حمير عن دينها و اللّه أعلم أىّ ذلك كان* قال ابن اسحاق و كان فى رئام بيت لهم يعظمونه و ينحرون عنده و يكلمون منه اذ كانوا على شركهم فقال الحبران لتسع انما هو شيطان يفتنهم فحل بيننا و بينه قال فشأنكما به فاستخرجا منه فيما يزعم أهل اليمن كلبا أسود و ذبحاه ثم هدما ذلك البيت فبقاياه اليوم فيما ذكر لى بها آثار الدماء التي كانت تهراق عنده*

ذكر خبر أبي عامر الراهب‌

و من أخبار الجنّ ما روى أن أبا عامر الراهب كان و صافا لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قبل ظهور أمره و كان قد رغب عن الشرك و طلب الحنيفية دين ابراهيم و سافر الى جهات شتى فسال أهل الكتاب عن الحنيفية فأخبره علماؤها بمبعث محمد (صلى اللّه عليه و سلم) بملة ابراهيم عليه الصلاة و السلام و نعتوه له فقال أبو عامر انه ذكر لى كاهن باليمن أنه يذكر الامور المتوقعة الحدوث فتوجهت‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست