responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 255

و ما كنت أدرى ما الكتاب و لا الايمان و كذلك سائر الأنبياء اذ لم ينقل ناقل من المسلمين و لا من أهل الكتاب ان أحدا من الأنبياء كان يعبد سوى اللّه تعالى قبل أن يوحى إليه* و ورد فى تفسير قوله تعالى و وجدك ضالا فهدى أى غير مهتد الى تفاصيل الملة الحنيفية و كان يسمع بأنها ملة أبيه ابراهيم الخليل فطفق يطلبها و لا يهتدى الى تفاصيلها فهداه اللّه منها الى سواء السبيل و كان موسى مؤمنا حين قتل القبطى باخبار اللّه ايانا فقال تعالى قال رب انى ظلمت نفسى فاغفر لي فغفر له و قال رب بما أنعمت علىّ فلن أكون ظهيرا للمجرمين ثم أخبر عنه قال فعلتها اذا و أنا من الضالين فعلمنا ان ضلاله كان من شرائع الاحكام الحلال و الحرام و التكاليف التي لا تعرف الا بتوفيق و كان العلم بتفاصيل الشرائع قد درس فى عصر النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و لم يذهب بالتوحيد على جماعة منهم ورقة بن نوفل و زيد بن نفيل و أبو ذرّ الغفارى و كان منهم أمية بن أبى الصلت فارتدّ و عتبة بن ربيعة ثم ارتدّ و أبو عامر الراهب بن صيفى ثم ارتدّ حسدا للنبىّ (صلى اللّه عليه و سلم)*

موت حاتم الطائى و موت كسرى أنوشروان‌

و من وقائع هذه السنة موت حاتم الطائى و هو حاتم بن عبد اللّه ابن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس و هو حاتم المشهور الذي يضرب به المثل فى الجود و الكرم* و من وقائع هذه السنة موت كسرى أنوشروان و ولاية ابنه هرمز السلطنة* و فى نظام التواريخ كان هرمز بن أنوشروان ملكا ذا عدل و رأى و لكن كان يستحقر الناس ذوى الحسب و النسب و يولى الاراذل و الدون و كان ملكه احدى عشرة سنة و أربعة أشهر و قيل قبر أنوشروان بالجبل الاحمر* و من وقائع السنة التاسعة من مولده (صلى اللّه عليه و سلم) ما جاء فى بعض الروايات أن أبا طالب خرج برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الى بصرى من الشام و هو ابن تسع سنين* و فى معجم ما استعجم بصرى بضم أوّله و اسكان ثانيه و فتح الراء المهملة مدينة حوران*

ذكر حرب الفجار

و من وقائع السنة العاشرة من مولده (صلى اللّه عليه و سلم) الفجار الاوّل و هو قتال بعكاظ و كان الحرب فيه ثلاثة أيام و فى دلائل النبوّة الفجار اثنان أما الفجار الاوّل فكانت وقعته و لرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عشر سنين و كانت الحرب فيه ثلاث مرات أما المرّة الاولى فسببها ان بدر بن مغيث الغفارى ممن كان يفخر على الناس فبسط يوما رجله و قال أنا أعز العرب فمن زعم أنه أعز منى فليضربها بالسيف فوثب رجل من بنى نضر بن معاوية يقال له الاحمر بن مازن فضربه بالسيف على ركبته و اندرها فاقتتلوا* و أما المرّة الثانية فكان سببها ان امرأة من بنى عامر كانت جالسة بسوق عكاظ فطاف بها شاب من قريش من بنى كنانة و كان معه وفقة فسألوها أن تكشف عن وجهها فأبت فقام أحدهم فجلس خلفها فعقد طرف درعها الى ما فوق عجزها بشوكة فلما قامت انكشف دبرها فضحكوا منها فقالوا منعتينا النظر الى وجهك وجدت لنا بالنظر الى دبرك و جاء مثلها فى سبب غزوة بنى قينقاع أيضا كما سيجي‌ء فى الموطن الثانى فنادت المرأة يا آل عامر فثاروا بالسلاح و اقتتلوا مع بنى كنانة فوقع بينهما دم فتوسطها حرب بن أمية و أرضى بنى كنانة من مثلة صاحبهم* و أما المرّة الثالثة فكان سببها انه كان لرجل من بنى جشم بن عامر دين على رجل من بنى كنانة فلواه به فجرت بينهما خصومة فاقتتل الحيان و حمل بن جدعان ذلك فى ماله و كان ذا مال و ثروة و سنذكر سبب ثروته و هذه الايام لم يحضرها رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و أما الفجار الآخر فحضر النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) بعض أيامه كما سيجي‌ء فى الباب الثانى فى حوادث السنة الرابعة عشر من مولده (صلى اللّه عليه و سلم)*

سبب ثروة عبد اللّه بن جدعان‌

و أما سبب ثروة عبد اللّه بن جدعان فانه كان فى ابتداء أمره صعلوكا ترب اليدين و كان مع ذلك شريرا فاتكا لا يزال يجنى الجنايات فيعقل عنه أبوه و قومه حتى أبغضته عشيرته و نفاه أبوه و حلف أن لا يؤويه أبدا فخرج فى شعاب مكة حائرا مائرا يتمنى الموت أن ينزل به فرأى شقا فى جبل فظنّ أنّ فيه حية فتعرض للشق يرجو أن يكون فيه ما يقتله فيستريح فلم ير شيئا فدخل فيه فاذا فيه ثعبان‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 255
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست