responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 185

نحرت عنك وقع علىّ الآن لما رأت فى وجهه من نور النبوّة و رجت أن تحمل بهذا النبيّ الكريم (صلى اللّه عليه و سلم) فقال لها أنا مع أبى و لا أستطيع خلافه و لا فراقه و قيل أجابها بقوله* أما الحرام فالممات دونه* و الحلّ لا حلّ فاستبينه* فكيف بالامر الذي تبغينه* يحمى الكريم عرضه و دينه* كما مرّ*

(ذكر حمل آمنة برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم))

* فلما كانت الليلة التي أذن اللّه عز و جل للنور المحمدى أن يخرج من عبد اللّه الى آمنة اهتزت الملائكة فرحا و ذلك ليلة الجمعة فى شعب أبى طالب عند الجمرة الوسطى كذا فى المنتقى* و فى سيرة اليعمرى حملت به آمنة فى أيام التشريق عند الجمرة الوسطى انتهى و فى المواهب اللدنية زعموا أنه وقع عليها يوم الاثنين أيام منى فى شعب أبى طالب عند الجمرة الوسطى قال أبو أحمد الحاكم كان سنه اذ ذاك ثلاثين سنة و كذا فى سيرة مغلطاى فحملت برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و أمر اللّه خازن الجنة أن يفتح أبواب الجنان تعظيما لنور محمد (صلى اللّه عليه و سلم) و هبط جبريل بلوائه الاخضر و نصبه على ظهر الكعبة* و فى المواهب اللدنية و لما حملت آمنة برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ظهر لحمله عجائب و وجد لايجاده غرائب فذكروا أنه لما استقرّت نطفته الزكية و درّته المحمدية فى صدفة آمنة القرشية نودى فى الملكوت و معالم الجبروت أن عطروا جوامع القدس الاسنى و بخروا جهات الشرف الاعلى و افرشوا سجادات العبادات فى صفف الصفاء لصوفية الملائكة المقرّبين أهل الصدق و الوفاء فقد انتقل النور المكنون الى بطن آمنة ذات العقل الباهر و الفخر المصون قد خصها اللّه تعالى القريب المجيب بهذا الصدر المصطفى الحبيب لانها أفضل قومها حسبا و أنجب و أزكاهم أصلا و فرعا و أطيب* و قال سهل بن عبد اللّه التستري فيما رواه الخطيب البغدادى الحافظ لما أراد اللّه خلق محمد (صلى اللّه عليه و سلم) فى بطن أمه آمنة ليلة رجب و كانت ليلة جمعة أمر اللّه تعالى تلك الليلة خازن الجنان أن يفتح الفردوس و نادى مناد فى السموات و الارض ألا انّ النور المخزون الذي يكون منه النبيّ الهادى فى هذه الليلة يستقرّ فى بطن أمّه الذي فيه يتمّ خلقه و يخرج الى الناس بشيرا و نذيرا* و فى رواية كعب الاحبار أنه نودى تلك الليلة فى السماء و صفاحها و الارض و بقاعها أن النور المكنون الذي منه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يستقرّ الليلة فى بطن أمه فيا طوبى لها ثم يا طوبى لها قوله طوبى الطيب و الحسنى و الخير و الخيرة قاله فى القاموس* و قال غيره فرح و قرّة عين* و قال الضحاك عطية* و قال عكرمة نعم و فى الحديث طوبى لاهل الشام فان الملائكة باسطة أجنحتها عليها فالمراد بها هنا فعلى من الطيب و غيره مما ذكرنا لا الجنة و لا الشجرة و يحتمل أن يفسر بالجنة* فأصبحت يومئذ أصنام الدنيا منكوسة و كانت قريش فى جدب شديد و ضيق عظيم فاخضرّت الارض و حملت الاشجار و أتاهم الرفد من كل جانب فسميت تلك السنة التي حمل فيها برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) سنة الفتح و الابتهاج و كان قد أذن اللّه تلك السنة لنساء الدنيا أن يحملن ذكورا كرامة لمحمد (صلى اللّه عليه و سلم) و أصبح عرش ابليس لعنه اللّه منكوسا و الملك على رأسه يغطسه فى مضيق البحار أربعين صباحا فانقلب أسود محترقا* و أخرج أبو نعيم عن ابن عباس قال كان من دلالات حمل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ان كل دابة فى قريش نطقت تلك الليلة باذن اللّه عز اسمه و قالت حمل بمحمد* و فى رواية برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و رب الكعبة و هو أمان الارض و سراجها* و فى المواهب اللدنية و هو أمان الدنيا و سراج أهلها و لم تبق كاهنة فى قريش و لا فى قبيلة من قبائل العرب الا علمت بحمله و لم يبق سرير لملك من ملوك الارض الا أصبح منكوسا و مرّت وحوش المشرق الى وحوش المغرب بالبشارات و كذلك أهل البحار يبشر بعضهم بعضا و له فى كل شهر من شهور حمله نداء فى الارض و نداء فى السماء أن ابشروا فقد آن أن‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست