responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 128

فيدخلها فى عينه و أذنه ثم يدخلها فاه و كان يسيل لعابه المخلوط بالطعام على لحيته و صدره فاذا دخل الطعام بطنه يخرج من دبره و كان ابراهيم قد سأل ربه أن لا يقبض روحه حتى يكون هو الذي يسأل الموت فقال للشيخ حين رأى حاله يا شيخ مالك تصنع هكذا قال يا ابراهيم الكبر قال ابن كم أنت قال فزاد على عمر ابراهيم سنتين قال ابراهيم أنا بينى و بينك سنتان فاذا بلغت ذلك صرت مثلك قال نعم فوقعت الكراهة فى نفس ابراهيم فقال ابراهيم اللهم اقبضنى إليك قبل ذلك فقام ذلك الشيخ و كان ملك الموت فقبض روحه كذا روى عن كعب الاحبار و حكى غير ذلك* و فى الحدائق عن وهب بن منبه قال له ملك الموت يا خليل اللّه على أىّ حال تحب أن أقبض روحك فقال اقبض روحى و أنا ساجد فقبض روحه و هو ساجد قيل مات من الأنبياء فجأة ثلاثة ابراهيم و داود و سليمان (عليهم السلام)* و عن عائشة رضى اللّه عنها و ابن مسعود رضى اللّه عنه موت الفجأة راحة للمؤمن و أخذة غضب أو أسف للكافر كذا فى النجم الوهاج* و لما توفى ابراهيم دفنه اسحاق بحذاء سارة من جهة الغرب ثم توفيت ربقة زوجة اسحاق فدفنت فيها بازاء سارة من جهة القبلة ثم توفى اسحاق فدفن بحيال زوجته من جهة الغرب ثم توفى يعقوب فدفن عند باب المغارة و هو بحيال قبر ابراهيم من جهة الشمال ثم توفيت لبقا زوجة يعقوب فدفنت بحياله من جهة المشرق بازاء كل نبىّ زوجته فاجتمع أولاد يعقوب و العيص و اخوته و قالوا ندع باب المغارة مفتوحا و كل من مات منا دفناه بها فتشاجروا فرفع أحد اخوة العيص و فى رواية أحد أولاد يعقوب يده و لطم العيص لطمة فسقط رأسه فى المغارة فحملوا جثته و دفن بغير رأس و بقى الرأس فى المغارة و حوّطوا عليها و عملوا فيها علامات القبور فى كل موضع و كتبوا عليه هذا قبر ابراهيم هذا قبر سارة هذا قبر اسحاق هذا قبر ربقة هذا قبر يعقوب هذا قبر زوجته لبقا و خرجوا عنه و أطبقوا بابه و كل من جاء إليه يطوف به و لا يصل إليه حتى جاءت الروم بعد ذلك ففتحوا له بابا و دخلوا إليه و بنوا فيه كنيسة ثم أظهر اللّه الاسلام بعد ذلك و ملك المسلمون تلك الديار و هدموا الكنيسة و بالقرب من مدينة ابراهيم قرية تسمى سيعير و هى الفاصلة بين عمل الخليل و عمل القدس و بها قبر بداخل مسجدها يقال انه قبر العيص (عليه السلام) و قد اشتهر ذلك عند الناس و صار يقصد للزيارة و اللّه أعلم و عن وهب بن منبه أنه قال أصبت على قبر ابراهيم (عليه السلام) مكتوبا خلفه فى حجر رجز* غرّ جهولا أمله* يموت من جا أجله* لم تغن عنه حيله*

صورة ما كتبه النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) لتميم الدارى‌

و أقطع النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) لتميم الدارى الارض التي بها بلد ابراهيم و ما حوله من الاراضى و كتب له ذلك فى قطعة أدم من خف أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب رضى اللّه عنه بخطه و قد وجدت فى صندوق تلك القطعة و قد صارت رثة و فيها أثر الكتابة و معها ورقة مكتوبة بخط أمير المؤمنين المستنجد باللّه العباسى صورته هكذا الحمد للّه هذه نسخة كتاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الذي كتبه لتميم الدارى و اخوته فى سنة تسع من الهجرة بعد منصرفه من غزوة تبوك فى قطعة أدم من خف أمير المؤمنين علىّ بخطه نسخته كهيئته بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا ما أنطى محمد رسول اللّه لتميم الدارى و اخوته حبرون و المرطوم و بيت عينون و بيت ابراهيم و ما فيهنّ نطية بت بينهم و نفذت و سلمت ذلك لهم و لا عقابهم فمن آذاهم آذاه اللّه فمن آذاهم لعنه اللّه شهد عتيق بن أبى قحافة و عمر ابن الخطاب و عثمان بن عفان و كتب علىّ بن أبى طالب و شهد* و قد نسخت ذلك من خط المستنجد باللّه كهيئته و لعل هذا أصح ما قيل فيه و اللّه أعلم* و فى مزيل الخفاء أسلم تميم الدارى سنة تسع من الهجرة و كان نصرانيا قبل ذلك روى أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أقطع قرية ابراهيم و هى حبرون بأسرها لتميم الدارى قبل أن يفتح اللّه على المسلمين الشام و كتب له بذلك كتابا و جاء الى أبى بكر و أجاز له كتاب النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و كذا جاء الى عمر فأجاز له بعد الفتوح ما أجاز له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و تلك‌

نام کتاب : تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس نویسنده : الشيخ حسين ديار البكري    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست