نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 737
يا رسول اللّه، هو و اللّه أبو ذرّ، فقال: «رحم اللّه أبا ذر؛ يمشي وحده، و يموت وحده، و يبعث وحده».
تنبيه:
قال في «شرح المواهب»: (هكذا الرواية عن ابن مسعود، عند ابن إسحاق و أتباعه، فما يقع في نسخ «يعيش» بدل «يبعث» تحريف من النساخ).
فلمّا قدم على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و أخبره خبره، قال: «لقد غفر اللّه لك يا أبا ذرّ بكل خطوة ذنبا إلى أن لقيتني» و وضع متاعه عن ظهره، ثمّ استسقى، فأتي بإناء من ماء فشربه.
و في قوله (صلى اللّه عليه و سلم): «رحم اللّه أبا ذرّ ...»
إلخ: معجزة إثر معجزة؛ فقد وقع ما أخبر به (عليه الصّلاة و السّلام)، و ذلك أنّ أبا ذرّ أشار له الخليفة الثّالث سيدنا عثمان رضي اللّه عنه: أن لو اعتزلت الناس [1]؛ لأنّه كان يريد أن
[1] هذا هو الصحيح، و سواه ممّا ينسبه بعضهم إلى سيدنا عثمان رضي اللّه عنه من أنّه نفى أبا ذرّ و نحو ذلك من الكلمات التي لا تليق بالأدب .. فليس لها نصيب من الصحة، و لا مصدر موثوق به لدى الأئمّة.
قال الإمام أبو بكر بن العربي في «العواصم و القواصم»: (معنى قول عثمان لأبي ذرّ:
«لو اعتزلت ..»: أنّك على مذهب لا يصلح لمخالطة الناس؛ فإنّ للخلطة شروطا، و للعزلة مثلها، و من كان على طريقة أبي ذرّ .. فحاله يقتضي إمّا أن ينفرد بنفسه، أو يخالط، و يسلم لكل أحد ماله، ممّا ليس بحرام في الشريعة، فخرج إلى الربذة زاهدا
نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 737