نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 668
و بينما الجيش إليهم ينحدر* * * بغلس شدّوا إليه و هو غر
ثمّ سار (صلى اللّه عليه و سلم) و قد ركب بغلته دلدل، و لبس درعين و المغفر و البيضة [1]، و استقبل الصفوف، فطاف عليهم ينحدرون من الوادي، فحضّهم على القتال، و بشّرهم بالفتح إن صدقوا و صبروا، و قدم خالد بن الوليد في بني سليم و أهل مكة، و جعل ميمنة و ميسرة، و قلبا كان (صلى اللّه عليه و سلم) فيه.
(و بينما الجيش) أي: جيش المسلمين (إليهم) أي:
إلى هوازن (ينحدر) أي: يهبط من واد من الأودية (بغلس) بفتح المعجمة و اللام مفتوحة؛ أي: في وقت الغلس، و هو ظلمة آخر الليل (شدوا) أي: حملت هوازن (إليه) أي:
إلى جيش المسلمين، حملة رجل واحد (و هو) أي: و الحال أنّ جيش المسلمين (غر) بكسر الغين المعجمة؛ أي: غافل.
التحام القتال و ثبات الرسول (صلى اللّه عليه و سلم) و بعض أصحابه:
و حاصل المعنى: ما رواه ابن إسحاق بسنده إلى جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال: (لمّا استقبلنا وادي حنين ..
انحدرنا في واد من أودية تهامة أجوف ذي خطوط، له مضايق و شعوب، و إنّما نتحدر فيه انحدارا، قال: و كان في عماية
[1] الأخذ بالأسباب لا ينافي التوكل، فسيد المتوكلين (صلى اللّه عليه و سلم) قد تدرع بدرعين، و لبس المغفر و البيضة في هذا اليوم، و لمّا دخل مكة .. كانت البيضة على رأسه و قد لبس المغفر، و في أحد لبس اللأمة، و قد قال اللّه تعالى: وَ خُذُوا حِذْرَكُمْ و قال تعالى: