نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 603
بي رحما، و إنّي جئت في حاجة، فلا أرجع كما جئت خائبا، فاشفع لي، فقال علي: و يحك يا أبا سفيان! و اللّه؛ لقد عزم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه، فالتفت إلى فاطمة، فقال: يا بنت محمّد؛ هل لك أن تأمري بنيّك هذا فيجير بين الناس، فيكون سيد العرب إلى آخر الدهر؟ قالت: و اللّه؛ ما بلغ بنيّ أن يجير بين الناس، و ما كان يجير أحد على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، ثمّ قال لعليّ: يا أبا حسن؛ إنّي أرى الأمور و قد اشتدّت عليّ فانصحني، قال: و اللّه؛ ما أعلم شيئا يغني عنك، و لكنك سيد بني كنانة، فقم فأجر بين الناس، ثمّ الحق بأرضك، قال: أو ترى ذلك مغنيا عني شيئا؟ قال: لا و اللّه ما أظنه، و لكن لا أجد لك غير ذلك، فقام أبو سفيان في المسجد فقال: أيّها الناس؛ قد أجرت بين الناس، و لا و اللّه ما أظن أن يخفرني أحد، ثمّ ركب بعيره و انطلق و لم يأت بظفر، كما قال: (فانفصما[1]) أي: انقطع و انكسر أبو سفيان.
ما كان من هند لزوجها أبي سفيان:
و لمّا قدم مكة لذلك، و قد طالت غيبته حتى رمته قريش بأشد التهمة، و قالوا: صبأ و اتبع محمّدا سرّا .. دخل على امرأته هند بنت عتبة ليلا فقالت له: لقد غبت حتى اتهمك قومك، فإن كنت مع طول الإقامة جئتهم بنجح .. فأنت