نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 119
فنزلوا أدنى المياه للعدا* * * و غوّروا جميعهنّ ما عدا
(صلى اللّه عليه و سلم) بأصحابه .. حتّى جاء أقرب ماء من بدر، فنزل به.
المشورة في منزل الحرب:
ثمّ إنّ الحباب بن المنذر بن الجموح قال: يا رسول اللّه؛ أ رأيت هذا المنزل، أ منزلا أنزلكه اللّه، ليس لنا أن نتقدمه، أو نتأخر عنه، أم هو الرأي، و الحرب، و المكيدة؟ قال: «بل هو الرأي و الحرب و المكيدة» فقال: يا رسول اللّه؛ فإنّ هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فتنزله، ثمّ نغوّر ما وراءه من القلب، ثمّ نبني عليه حوضا، فنملؤه ماء، فنشرب و لا يشربون، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «لقد أشرت بالرأي» فنهض رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و من معه من الناس، فسار .. حتى أتى أدنى ماء من القوم، فنزل عليه، ثمّ أمر بالقلب فغوّرت، و بنى حوضا على القليب الذي نزل عليه، فملئ ماء، ثمّ قذفوا فيه الآنية، و إلى هذا أشار الناظم (رحمه اللّه تعالى) بقوله: (فنزلوا) أي:
الصحب الكرام مع الرسول (عليه الصّلاة و السّلام)(أدنى المياه للعدا، و غوّروا) بالغين المعجمة، و تشديد الواو، و هو الموافق للنظم [1](جميعهنّ) أي: القلب (ما عدا) أي: إلّا
[1] قوله: (و هو الموافق للنظم) قال السهيلي في «الروض» عند قوله: (فأمر بتلك القلب فعورت): (هذه كلمة نبيلة، و ذلك أن القلب لما كانت عينا .. جعلها كعين الإنسان، و يقال في عين الإنسان: عرتها فعارت، و لا يقال: عورتها، و كذلك قال في القلب:
نام کتاب : إنارة الدجى في مغازي خير الورى(ص) نویسنده : المشاط المالكي جلد : 1 صفحه : 119