responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 1  صفحه : 275

و إنما لم يؤاخذه- صلى اللّه عليه و سلم- بما صنع، و عفا عنه، لشدة رغبته- عليه الصلاة و السلام- فى استئلاف الكفار ليدخلوا فى الإسلام.

و فى رواية أبى اليمان عند البخاري- فى الجهاد- قال: من يمنعك منى ثلاث مرات‌ [1]. و هو استفهام إنكارى، أى لا يمنعك منى أحد.

و قد كان الأعرابى قائما على رأسه و السيف فى يده و النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- جالس لا سيف معه.

و يؤخذ من مراجعة الأعرابى له فى الكلام أن اللّه سبحانه منع نبيه، و إلا فما الذي أحوجه إلى مراجعته مع احتياجه إلى الخطوة عند قومه بقتله.

و فى قوله- صلى اللّه عليه و سلم- فى جوابه: اللّه، أى يمنعنى منك، إشارة إلى ذلك، و لذلك لما أعادها الأعرابى فلم يزده على ذلك الجواب، و فى ذلك غاية التهكم و عدم المبالاة به.

و ذكر الواقدى فى نحو هذه القصة أنه أسلم، و رجع إلى قومه فاهتدى به خلق كثير. و قال فيه: إنه رمى بالزلخة حين هم بقتله- صلى اللّه عليه و سلم-، فندر السيف من يده و سقط إلى الأرض. و الزلخة- بضم الزاى و تشديد اللام- وجع يأخذ فى الصلب.

و قال البخاري: قال مسدد عن أبى عوانة عن أبى بشر: اسم الرجل غورث بن الحارث، أى على وزن جعفر.

و حكى الخطابى فيه: غويرث، بالتصغير. و قد تقدم فى غزوة غطفان و هى غزوة ذى أمر بناحية نجد مثل هذه القصة لرجل اسمه دعثور، و أنه قام على رأسه- صلى اللّه عليه و سلم-، بالسيف فقال: من يمنعك منى؟ فقال:- صلى اللّه عليه و سلم-: اللّه، و دفع جبريل فى صدره فوقع السيف من يده و أنه أسلم.

قال فى عيون الأثر: و الظاهر أن الخبرين واحد.


[1] صحيح: أخرجه البخاري (2910) فى الجهاد و السير، باب: من علق سيفه بالشجر فى السفر عند القائلة.

نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني    جلد : 1  صفحه : 275
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست