نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 273
و قال بعض من انتصر للغزالى: لعله أراد آخر غزوة صليت فيها صلاة الخوف.
و هو انتصار مردود، بما أخرجه أبو داود و النسائى و صححه ابن حبان من حديث أبى بكرة: أنه صلى مع النبيّ- صلى اللّه عليه و سلم- صلاة الخوف [1]. و إنما أسلم أبو بكرة بعد غزوة الطائف بالاتفاق. انتهى.
و أما تسميتها بذات الرقاع:
فلأنهم رقعوا فيها راياتهم، قاله ابن هشام.
و قيل: لشجرة فى ذلك الموضع يقال لها ذات الرقاع.
و قيل: الأرض التي نزلوا بها فيها بقع سود و بقع بيض، كأنها مرقعة برقاع مختلفة، فسميت ذات الرقاع لذلك.
و قيل: إن خيلهم كان بها سواد و بياض. قاله ابن حبان.
و قال الواقدى: سميت بجبل هناك فيه بقع. قال الحافظ ابن حجر:
و هذا لعله مستند ابن حبان، و يكون قد تصحف عليه بخيل.
قال: و أغرب الداودى فقال: سميت ذات الرقاع لوقوع صلاة الخوف فيها، فسميت بذلك لترقيع الصلاة فيها. انتهى.
قال السهيلى: و أصح من هذه الأقوال كلها، ما رواه البخاري عن أبى موسى الأشعرى قال: (خرجنا مع رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- فى غزوة و نحن ستة نفر، بيننا بعير نعتقبه، فنقبت أقدامنا، و نقبت قدماى، و سقطت أظفارى، فكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت غزوة ذات الرقاع، لما كنا نعصب من الخرق على أرجلنا) [2].
و كان من خبر هذه الغزوة، كما قاله ابن إسحاق: أنه- صلى اللّه عليه و سلم- غزا نجدا
[1] قلت: حديث أبى بكرة فى صلاة الخوف عند أبى داود (1248) فى الصلاة، باب: من قال يصلى بكل طائفة ركعتين، و النسائى (3/ 178) فى صلاة الخوف، باب: رقم (1)، بسند صححه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن أبى داود».
[2] صحيح: أخرجه البخاري (4128) فى المغازى، باب: غزوة ذات الرقاع.
نام کتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية نویسنده : أحمد بن محمد القسطلاني جلد : 1 صفحه : 273