responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 512

صحبه منا أحد، و لكنا فقدناه ذات ليلة فقلنا أستطير أو اغتيل و طلبناه فلم نجده فبتنا بشرّ ليلة، فلما أصبحنا إذ هو جاء من قبل الحجون» و في لفظ «من قبل حراء، فقلنا:

يا رسول اللّه إنا فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشرّ ليلة، فقال إنه أتاني داعي الجن، فذهب معهم فقرأت عليهم القرآن، فانطلق فأرانا آثارهم و آثار نيرانهم» و هذه القصة يجوز أن تكون هي المنقولة عن كعب الأحبار المتقدم ذكرها و هي سابقة على القصة التي كان فيها ابن مسعود. و يجوز أن تكون غيرها و هي المرادة بقول عكرمة «إنهم كانوا اثني عشر ألفا جاءوا من جزيرة الموصل» لأن المتقدم في تلك عن كعب الأحبار رضي اللّه تعالى عنه أنهم كانوا ثلاثمائة من جن نصيبين.

و حينئذ يحتمل أن تكون هذه القصة سابقة على القصة التي كان بها ابن مسعود، و يحتمل أن تكون متأخرة عنها، و على ذلك يكون اجتماع الجن به (صلى اللّه عليه و سلم) في مكة ثلاث مرات مرة كان فيها معه ابن مسعود، و مرتين لم يكن معه ابن مسعود فيهما.

قال في الأصل: و يكفي في أمر الجن ما في سورة الرحمن و سورة- قُلْ أُوحِيَ إِلَيَ‌ [الجن: الآية 1]- و سورة الأحقاف.

أقول: فعلم أن الجن سمعوا قراءته (صلى اللّه عليه و سلم) و لم يجتمعوا به و لا شعر بهم في المرة الأولى و هو ذاهب من مكة إلى سوق عكاظ في ابتداء البعث المتقدمة عن ابن عباس على ما تقدم، و لا في المرة الثانية عند منصرفه من الطائف بنخلة على ما قدمناه فيه، و علم أن الروايات متفقة على استماعهم لقراءته (صلى اللّه عليه و سلم) في المرتين، و به يعلم ما في المواهب عن الحافظ ابن كثير أنّ كون الجن اجتمعوا له (صلى اللّه عليه و سلم) في نخلة عند منصرفه من الطائف فيه نظر، و إنما استماعهم له كان في ابتداء البعث كما يدلّ عليه حديث ابن عباس، أي من أن ذلك كان عند ذهابه إلى سوق عكاظ، و علم أنهم اجتمعوا به (صلى اللّه عليه و سلم) و قرأ عليهم و آمنوا به في مكة مرتين أو ثلاثة بعد ذلك و اللّه أعلم.

و قد أخرج البيهقي في شعب الإيمان عن قتادة «أنه قال: لما أهبط إبليس قال:

أي رب قد لعنته فما علمه؟ قال السحر، قال: فما قراءته؟ قال الشعر، قال: فما كتابته؟ قال: الوشم، قال: فما طعامه؟ قال: كل ميتة و لم يذكر اسم اللّه عليه- أي من طعام الإنس يأخذه سرقة، قال: فما شرابه؟ قال: كل مسكر، قال: فأين مسكنه؟

قال: الحمام، قال: فأين محله؟ قال: في الأسواق، قال: فما صوته؟ قال المزمار، قال: فما مصايده؟ قال النساء» فالحمام محل أكثر اقامته، و السوق محل تردده في بعض الأوقات. و الظاهر أن مثل إبليس فيما ذكر كل من لم يؤمن من الجن.

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 512
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست