responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 510

و في رواية «قالوا له (صلى اللّه عليه و سلم) أنه أمتك عن الاستنجاء بهما، فإن اللّه تعالى قد جعل لنا فيهما رزقا، فنهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عن الاستنجاء بالعظم و البعر» أي و حرمة نحو البول أو التغوط عليهما تعلم من ذلك بالأولى، و منه يعلم أن مرادهم بالتقذير التنجيس لا ما يشمل التقذير بالطاهر كالبصاق و المخاط.

و عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه تعالى عنهما قال «بينا أنا مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أمشي إذ جاءت حية فقامت إلى جنبه (صلى اللّه عليه و سلم) و أدنت فاها من أذنه و كأنها تناجيه، فقال النبي (صلى اللّه عليه و سلم): نعم فانصرفت، قال جابر: فسألته، فأخبرني أنه رجل من الجن، و أنه قال له مر أمتك لا يستنجوا بالروث و لا بالرمة: أي العظم، لأن اللّه تعالى جعل لنا في ذلك رزقا» و لعل هذا الرجل من الجن لم يبلغه أنه (صلى اللّه عليه و سلم) نهى عن ذلك. و لا يخفى أن سؤال الزاد يقتضي أن ذلك لم يكن زادهم و زاد دوابهم قبل ذلك. و حينئذ يسأل ما كان زادهم قبل ذلك؟ و قد يقال: هو كل ما لم يذكر اسم اللّه عليه من طعام الآدميين، و حينئذ يكون ما تقدم في خبر إبليس المراد بما لم يذكر اسم اللّه عليه غير العظم فليتأمل، و النهي عن الاستنجاء يدل على أن ذلك لا يختص بحالة السفر بل هو زادهم بعد ذلك دائما و أبدا.

و قصة جابر هذه سيأتي في غزوة تبوك نظيرها «و هو أن حية عظيمة الخلق عارضتهم في الطريق، فانحاز الناس عنها، فأقبلت حتى وقفت على رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و هو على راحلته طويلا و الناس ينظرون إليها، ثم التوت حتى اعتزلت الطريق فقامت قائمة، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): أ تدرون من هذا؟ قالوا: اللّه و رسوله أعلم، قال: هذا أحد الرهط الثمانية من الجن الذين وفدوا إليّ يستمعون القرآن» قال في المواهب:

و في هذ ردّ على من زعم أن الجن لا تأكل و لا تشرب: أي و إنما يتغذون بالشم.

أقول: ذكرت في كتابي «عقد المرجان فيما يتعلق بالجان» أن في أكل الجن ثلاثة أقوال: قيل يأكلون بالمضغ و البلع، و يشربون بالازدراد. و الثاني لا يأكلون و لا يشربون بل يتغذون بالشم. و الثالث أنهم صنفان: صنف يأكل و يشرب، و صنف لا يأكل و لا يشرب، و إنما يتغذون بالشم و هو خلاصتهم، و اللّه أعلم.

«قال ابن مسعود: فلما ولوا قلت من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جن نصيبين» و في رواية «فتوارى عني حتى لم أره، فلما سطع الفجر أقبل رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال لي:

أراك قائما، فقلت ما قعدت، فقال: ما عليك لو فعلت أي قعدت؟ قلت: خشيت أن أخرج منه فقال: أما إنك لو خرجت لم ترني و لم أرك إلى يوم القيامة» أي و في رواية «لم آمن عليك أن يخطفك بعضهم» و فيه أن الخروج لا ينشأ عن القعود حتى يخشى منه الخروج. و في رواية «قال لي: أنمت؟ فقلت: لا و اللّه يا رسول اللّه، و لقد هممت مرارا أن أستغيث بالناس، أي لما تراكموا عليك، و سمعت منهم لغطا شديدا

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 510
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست