responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 508

نصيبين من بطن نخلة جاءوا قومهم منذرين، ثم جاءوا مع قومهم وافدين إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و هو بمكة و هم ثلاثمائة فانتهوا إلى الحجون، فجاء واحد من أولئك النفر إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: إن قومنا قد حضروا بالحجون يلقونك، فوعده رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ساعة من الليل بالحجون» ا ه.

و عن ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه، قال «أتانا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: إني أمرت أن أقرأ على إخوانكم من الجن، فليقم معي رجل منكم و لا يقم رجل في قلبه مثقال حبة خردل من كبر، فقمت معه: أي بعد أن كرر ذلك ثلاثا و لم يجبه أحد منهم» و لعلهم فهموا أن من الكبر ما ليس منه و هو محبة الترفع في نحو الملبس الذي لا يكاد يخلو منه أحد.

و قد بين (صلى اللّه عليه و سلم) الكبر في الحديث ببطر الحق و غمص الناس: أي استصغارهم و عدم رؤيتهم شيئا بعد أن قالوا له «يا رسول اللّه إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنا، قال: إن اللّه جميل يحب الجمال، الكبر من بطر الحق و غمط الناس» بالطاء المهملة كما في رواية أبي داود، و جاء «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرّة من كبر، و لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان» قال الخطابي: المراد بالكبر هنا: أي في هذه الرواية كبر الكفر لأنه قابله بالإيمان. قال ابن مسعود «و ذهب (صلى اللّه عليه و سلم) في بعض نواحي مكة- أي بأعلاها بالحجون- فلما برز خط لي خطا: أي برجله و قال: لا تخرج، فإنك إن خرجت لم ترني و لم أرك إلى يوم القيامة» و في رواية «لا تحدثنّ شيئا حتى آتيك، لا يروعنك: أي لا يخوفنك و يفزعنك؛ و لا يهولنك: أي لا يعظم عليك شي‌ء تراه، ثم جلس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فإذا رجال سود كأنهم رجال الزط، و هم طائفة من السودان الواحد منهم زطي، و كانوا كما قال اللّه تعالى‌ كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً [الجن: الآية 19] أي لازدحامهم‌ لِبَداً أي كاللبد في ركوب بعضهم بعضا حرصا على سماع القرآن منه (صلى اللّه عليه و سلم)، فأردت أن أقوم فأذبّ عنه، فذكرت عهد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فمكثت، ثم إنهم تفرقوا عنه (صلى اللّه عليه و سلم) فسمعتهم يقولون: يا رسول اللّه إن شقتنا أن أرضنا التي نذهب إليها بعيدة و نحن منطلقون، فزوّدنا: أي لأنفسنا و دوابنا» و لعله كان نفد زادهم و زاد دوابهم، فقال كل عظم ذكر اسم اللّه عليه يقع في يد أحدكم أوفر ما كان لحما» رواه مسلم.

و في رواية «إلا وجد عليه لحمه الذي كان عليه يوم أكل، و كل بعر علف دوابكم».

و عن ابن مسعود رضي اللّه تعالى عنه «أنهم لما سألوه (صلى اللّه عليه و سلم) الزاد، قال لهم:

لكم كل عظم عراق، و لكم كل روثة خضرة» و العراق بضم العين و فتح الراء جمع‌

نام کتاب : السيرة الحلبية نویسنده : أبو الفرج الحلبي الشافعي    جلد : 1  صفحه : 508
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست