responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 85

فأخذ النجاشي عودا من الأرض، ثم قال: و اللّه ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود، فتناخرت بطارقته، فقال: و إن نخرتم و اللّه.

ثم قال للمسلمين: اذهبوا فأنتم شيوم بأرضي- و الشيوم: الآمنون بلسان الحبشة- من سبكم غرم، من سبكم غرم، من سبكم غرم، ما أحب أن لي دبرا من ذهب و أني آذيت رجلا منكم- و الدبر الجبل بلسان الحبشة.

ثم قال لحاشيته: ردّوا عليهما هداياهما، فلا حاجة لي بها، فو اللّه ما أخذ اللّه مني الرشوة حين رد علي ملكي، فاخذ الرشوة فيه، و ما أطاع الناس فيّ فأطيعهم فيه.

قالت أم سلمة التي تروي هذه القصة: فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاءوا به، و أقمنا عنده بخير دار مع خير جار [1].

هذه رواية ابن إسحاق، و ذكر غيره أن وفادة عمرو بن العاص إلى النجاشي كانت بعد بدر، و جمع بعضهم بأن الوفادة كانت مرتين‌ [2] لكن الأسئلة و الأجوبة التي ذكروا أنها دارت بين النجاشي و جعفر في الوفادة الثانية هي نفس الأسئلة و الأجوبة التي ذكرها ابن إسحاق تقريبا، ثم إن تلك الأسئلة تدل لفحواها أنها كانت في أول مرافعة قدمت إلى النجاشي.

أخفقت حيلة المشركين، و فشلت مكيدتهم، و عرفوا أنهم لا يشيعون ضغينتهم إلا في حدود سلطانهم، و نشأت فيهم من أجل ذلك فكرة رهيبة. رأوا أن التفصي عن هذه (الداهية) لا يمكن إلا بكف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) عن دعوته تماما، و إلا فبإعدامه، و لكن كيف السبيل إلى ذلك و أبو طالب يحوطه و يحول بينه و بينهم؟ رأوا أن يواجهوا أبا طالب في هذا الصدد.

قريش يهددون أبا طالب‌

جاءت سادات قريش إلى أبي طالب فقالوا له: يا أبا طالب إن لك سنا و شرفا و منزلة فينا. و إنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه، و إنا و اللّه لا نصبر على هذا، من شتم آبائنا، و تسفيه أحلامنا، و عيب آلهتنا، حتى تكفه عنا، أو ننازله و إياك في ذلك، حتى يهلك أحد الفريقين.


[1] ابن هشام ملخصا 1/ 334، 335، 336، 337، 338.

[2] مختصر السيرة للشيخ عبد اللّه النجدي ص 96، 97، 98، و في تلك الصفحات تفصيل الأسئلة و الأجوبة.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست