responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 51

سنة خرج تاجرا إلى الشام في مال خديجة رضي اللّه عنها، قال ابن إسحاق: كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف و مال، تستأجر الرجال في مالها، و تضاربهم إياه بشي‌ء تجعله لهم، و كانت قريش قوما تجارا فلما بلغها عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) ما بلغها من صدق حديثه، و عظم أمانته و كرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرا، و تعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، مع غلام لها يقال لها ميسرة، فقبله رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) منها، و خرج في مالها ذلك، و خرج معه غلامها ميسرة حتى قدم الشام‌ [1].

زواجه خديجة

و لما رجع إلى مكة، و رأت خديجة في مالها من الأمانة و البركة ما لم تر قبل هذا، و أخبرها غلامها ميسرة بما رأى فيه (صلّى اللّه عليه و سلم) من خلال عذبة، و شمائل كريمة، و فكر راجح، و منطق صادق، و نهج أمين. وجدت ضالتها المنشودة- و كان السادات و الرؤساء يحرصون على زواجها، فتأبى عليهم ذلك- فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت منية، و هذه ذهبت إليه (صلّى اللّه عليه و سلم) تفاتحه أن يتزوج خديجة، فرضي بذلك، و كلم أعمامه، فذهبوا إلى عم خديجة، و خطبوها إليه، و على إثر ذلك تم الزواج، و حضر العقد بنو هاشم و رؤساء مضر، و ذلك بعد رجوعه من الشام بشهرين، و أصدقها عشرين بكرة، و كانت سنها إذ ذاك أربعين سنة، و كانت يومئذ أفضل نساء قومها نسبا و ثروة و عقلا، و هي أول امرأة تزوجها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و لم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت‌ [2].

و كل أولاده (صلّى اللّه عليه و سلم) منها سوى إبراهيم، ولدت له أولا القاسم- و به كان يكنى- ثم زينب و رقية، و أم كلثوم و فاطمة و عبد اللّه، و كان عبد اللّه يلقب بالطيب و الطاهر، و مات بنوه كلهم في صغرهم، أما البنات فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن و هاجرن، إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته (صلّى اللّه عليه و سلم)، سوى فاطمة رضي اللّه عنها فقد تأخرت بعده ستة أشهر، ثم لحقت به‌ [3].


[1] ابن هشام 1/ 187، 188.

[2] ابن هشام 1/ 189، 190، فقه السيرة لمحمد الغزالي ص 59، تلقيح فهوم أهل الأثر ص 7.

[3] نفس المصدر الأول 1/ 190، 191، و الثاني ص 60، و فتح الباري 7/ 507 و بين المصادر اختلاف يسير أخذنا ما هو الراجح عندنا.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست