responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 420

حجة الوداع‌

تمت أعمال الدعوة، و إبلاغ الرسالة، و بناء مجتمع جديد على أساس إثبات الألوهية للّه، و نفيها عن غيره، و على أساس رسالة محمد (صلّى اللّه عليه و سلم)، و كأن هاتفا خفيا انبعث في قلب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، يشعره أن مقامه في الدنيا قد أوشك على النهاية، حتى إنه حين بعث معاذا على اليمن سنة 10 ه قال له فيما قال: «يا معاذ، إنك عسى ألّا تلقاني بعد عامي هذا، و لعلك أن تمر بمسجدي هذا و قبري» فبكى معاذ خشعا لفراق رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم).

و شاء اللّه أن يرى رسوله (صلّى اللّه عليه و سلم) ثمار دعوته، التي عانى في سبيلها ألوانا من المتاعب بضعا و عشرين عاما، فيجتمع في أطراف مكة بأفراد قبائل العرب و ممثليها، فيأخذوا منه شرائع الدين و أحكامه، و يأخذ منهم الشهادة على أنه أدى الأمانة، و بلغ الرسالة، و نصح الأمة.

أعلن النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) بقصده لهذه الحجة المبرورة المشهودة، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)[1]. و في يوم السبت لأربع بقين من ذي القعدة تهيأ النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) للرحيل‌ [2]، فترجل و ادهن و لبس إزاره و رداءه و قلد بدنه، و انطلق بعد الظهر، حتى بلغ ذا الحليفة قبل أن يصلي العصر، فصلاها ركعتين، و بات هناك حتى أصبح، فلما أصبح قال لأصحابه: «أتاني الليلة آت من ربي فقال: صل في هذا الوادي المبارك، و قل: عمرة في حجة [3]».

و قبل أن يصلي الظهر اغتسل لإحرامه، ثم طيبته عائشة بيدها بذريرة و طيب فيه مسك، في بدنه و رأسه، حتى كان و بيص الطيب يرى في مفارقه و لحيته، ثم استدامه و لم يغسله، ثم لبس إزاره و رداءه، ثم صلى الظهر ركعتين، ثم أهل بالحج و العمرة في مصلاه، و قرن بينهما ثم خرج، فركب القصواء، فأهل أيضا، ثم أهل لما استقلت به على البيداء.


[1] روى ذلك مسلم عن جابر، باب حجة النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) 1/ 394.

[2] حقق ذلك ابن حجر تحقيقا أنيقا، مع تصحيح ما ورد من أنه خرج لخمس بقين من ذي القعدة انظر فتح الباري 8/ 104.

[3] رواه البخاري عن عمر 1/ 207.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست