responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 410

اليمن فيها صداء، و بينما ذلك البعث معسكر بصدر قناة علم به زياد بن الحارث الصدائي، فجاء إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: جئتك وافدا على من ورائي، فاردد الجيش و أنا لك بقومي، فرد الجيش من صدر قناة، و جاء الصدائي إلى قومه فرغبهم في القدوم على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقدم عليه خمسة عشر رجلا منهم، و بايعوه على الإسلام، ثم رجعوا إلى قومهم، فدعوهم، ففشا فيهم الإسلام، فوافى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) منهم مائة رجل في حجة الوداع.

5- قدوم كعب بن زهير بن أبي سلمى‌

- كان من بيت الشعراء، و من أشعر العرب، و كان يهجو النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، فلما انصرف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) من غزوة الطائف سنة 8 ه. كتب إلى كعب بن زهير أخوه بجير بن زهير أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) قتل رجالا بمكة ممن كانوا يهجونه و يؤذونه، و من بقي من شعراء قريش هربوا في كل وجه، فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فإنه لا يقتل أحدا جاء تائبا، و إلا فانج إلى نجاتك. ثم جرى بين الأخوين مراسلات ضاقت لأجلها الأرض على كعب، و أشفق على نفسه، فجاء المدينة، و نزل على رجل في جهينة، و صلى معه الصبح، فلما انصرف أشار عليه الجهني، فقام إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حتى جلس إليه، فوضع يده في يده، و كان رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) لا يعرفه فقال:

يا رسول اللّه. إن كعب بن زهير قد جاء ليستأمن منك تائبا مسلما، فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به؟ قال: نعم. قال: أنا كعب بن زهير. فوثب عليه رجل من الأنصار يستأذن ضرب عنقه، فقال: دعه عنك، فإنه قد جاء تائبا نازعا عما كان عليه.

و حينئذ أنشد كعب قصيدته المشهورة التي أولها:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول‌* * * متيم إثرها، لم يفد، مكبول‌

قال فيها- و هو يعتذر إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و يمدحه-:

نبئت أن رسول اللّه أوعدني‌* * * و العفو عند رسول اللّه مأمول‌

مهلا هداك الذي أعطاك نافلة ال* * * قرآن فيها مواعيظ و تفصيل‌

لا تأخذن بأقوال الوشاة و لم‌* * * أذنب، و لو كثرت في الأقاويل‌

لقد أقوم مقاما لو يقوم به‌* * * أرى و أسمع ما لو يسمع الفيل‌

لظل يرعد، إلا أن يكون له‌* * * من الرسول بإذن اللّه تنويل‌

حتى وضعت يميني ما أنازعه‌* * * في كف ذي نقمات قيله القيل‌

فلهو أخوف عندي إذ أكلمه‌* * * و قيل: إنك منسوب و مسئول‌

من ضيغم بضراء الأرض مخدرة* * * في بطن عثير غيل دونه غيل‌

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست