responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 399

و اشتدت في الطريق حاجة الجيش إلى الماء حتى شكوا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فدعا اللّه، فأرسل اللّه سحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس، و احتملوا حاجاتهم من الماء.

و لما قرب من تبوك قال: «إنكم ستأتون غدا إن شاء اللّه تعالى عين تبوك، و إنكم لم تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي». قال معاذ: فجئنا و قد سبق إليها رجلان، و العين تبض بشي‌ء من مائها، فسألهما رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): هل مسستما من مائها شيئا؟ قالا: نعم. و قال لهما ما شاء اللّه أن يقول، ثم غرف من العين قليلا قليلا حتى اجتمع الوشل، ثم غسل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فيه وجهه و يده، ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس، ثم قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا» [1].

و في الطريق أو لما بلغ تبوك- على اختلاف الروايات- قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «تهب عليكم الليلة ريح شديدة، فلا يقم أحد منكم، فمن كان له بعير فليشد عقاله»، فهبت ريح شديدة، فقام رجل فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طى‌ء [2].

و كان دأب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في الطريق أنه كان يجمع بين الظهر و العصر، و بين المغرب و العشاء جمع التقديم و جمع التأخير كليهما.

الجيش الإسلامي بتبوك‌

نزل الجيش الإسلامي بتبوك، فعسكر هناك، و هو مستعد للقاء العدو، و قام رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فيهم خطيبا، فخطب خطبة بليغة، أتى بجوامع الكلم، و حض على خير الدنيا و الآخرة، و حذر و أنذر، و بشر و أبشر، حتى رفع معنوياتهم، و جبر بها ما كان فيهم من النقص و الخلل من حيث قلة الزاد و المادة و المؤنة. و أما الرومان و حلفاؤهم فلما سمعوا بزحف رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أخذهم الرعب فلم يجترئوا على التقدم و اللقاء، بل تفرقوا في البلاد في داخل حدودهم، فكان لذلك أحسن أثر بالنسبة إلى سمعة المسلمين العسكرية، في داخل الجزيرة و أرجائها النائية. و حصل بذلك المسلمون على مكاسب سياسية كبيرة خطيرة، بما لم يكونوا يحصلون عليها لو وقع هناك اصطدام بين الجيشين.

جاء يحنة بن روبة صاحب أيلة، فصالح الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) و أعطاه الجزية، و أتاه أهل جرباء و أهل أذرح، فأعطوه الجزية، و كتب لهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) كتابا فهو عندهم، و كتب‌


[1] رواه مسلم عن معاذ بن جبل 2/ 246.

[2] نفس المصدر.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست