responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 362

غزوة فتح مكة

قال ابن القيم: هو الفتح الأعظم الذي أعز اللّه به دينه و رسوله و جنده و حزبه الأمين، و استنقذ به بلده و بيته الذي جعله هدى للعالمين، من أيدي الكفار و المشركين، و هو الفتح الذي استبشر به أهل السماء، و ضربت أطناب عزه على مناكب الجوزاء، و دخل الناس به في دين اللّه أفواجا، و أشرف به وجه الأرض ضياء و ابتهاجا أه [1].

سبب الغزوة

قدمنا في وقعة الحديبية أن بندا من بنود هذه المعاهدة يفيد أن من أحب أن يدخل في عقد محمد- (صلّى اللّه عليه و سلم)- و عهده دخل فيه، و من أحب أن يدخل في عقد قريش و عهدهم دخل فيه، و أن القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين تعتبر جزءا من ذلك الفريق، فأي عدوان تتعرض له أي من تلك القبائل يعتبر عدوانا على ذلك الفريق.

و حسب هذا البند دخلت خزاعة في عهد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و دخلت بنو بكر في عهد قريش، و صارت كل من القبيلتين في أمن من الأخرى، و قد كانت بين القبيلتين عداوة و ثارات في الجاهلية، فلما جاء الإسلام، و وقعت هذه الهدنة، و أمن كل فريق من الآخر اغتنمها بنو بكر، و أرادوا أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم، فخرج نوفل بن معاوية الديلي في جماعة من بني بكر في شهر شعبان سنة 8 ه، فأغاروا على خزاعة ليلا، و هم على ماء يقال له: (الوتير) فأصابوا منهم رجالا، و تناوشوا و اقتتلوا، و أعانت قريش بني بكر بالسلاح، و قاتل معهم رجال من قريش مستغلين ظلمة الليل، حتى حازوا خزاعة إلى الحرم، فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر: يا نوفل، إنا قد دخلنا الحرم، إلهك إلهك. فقال كلمة عظيمة: لا إله اليوم يا بني بكر، أصيبوا ثأركم، فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم، أ فلا تصيبون ثأركم فيه؟

و لما دخلت خزاعة مكة لجئوا إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي، و إلى دار مولى لهم يقال له رافع.


[1] زاد المعاد 2/ 160.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست