responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 358

روى البخاري عن نافع أن ابن عمر أخبره أنه وقف على جعفر يومئذ و هو قتيل، فعددت به خمسين بين طعنة و ضربة، ليس منها شي‌ء في دبره. يعني ظهره‌ [1].

و في رواية أخرى قال ابن عمر: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى، و وجدنا ما في جسده بضعا و تسعين من طعنة و رمية [2]. و في رواية العمري عن نافع زيادة: (فوجدنا ذلك فيما أقبل من جسده) [3].

و لما قتل جعفر بعد القتال بمثل هذه الضراوة و البسالة أخذ الراية عبد اللّه بن رواحة، و تقدم بها، و هو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه، و يتردد بعض التردد حتى حاد حيدة، ثم قال:

أقسمت يا نفس لتنزلنه‌* * * كارهة أو لتطاوعنه‌

إن أجلب الناس و شدوا الرنه‌* * * ما لي أراك تكرهين الجنه‌

ثم نزل، فأتاه ابن عم له بعرق من لحم فقال: شد بهذا صلبك، فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت، فأخذه من يده فانتهس منه نهسة، ثم ألقاه من يده ثم أخذ سيفه فتقدم، فقاتل حتى قتل.

الراية إلى سيف من سيوف اللّه‌

و حينئذ تقدم رجل من بني عجلان- اسمه ثابت بن أرقم- فأخذ الراية و قال: يا معشر المسلمين، اصطلحوا على رجل منكم، قالوا: أنت. قال: ما أنا بفاعل، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، فلما أخذ الراية قاتل قتالا مريرا، فقد روى البخاري عن خالد بن الوليد قال: لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية [4]. و في لفظ آخر: لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، و صبرت في يدي صفيحة لي يمانية [5].

و قد قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يوم مؤتة- مخبرا بالوحي، قبل أن يأتي إلى الناس الخبر من‌


[1] صحيح البخاري، باب غزوة مؤتة من أرض الشام 2/ 611.

[2] نفس المصدر 2/ 611.

[3] انظر فتح الباري 7/ 512، و ظاهر الحديثين التخالف في العدد، و جمع بأن الزيادة باعتبار ما وجد فيه من رمي السهام، انظر المصدر المذكور.

[4] صحيح البخاري باب غزوة مؤتة من أرض الشام 2/ 611.

[5] نفس المصدر 2/ 611.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 358
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست