responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 299

الحارث بن ضرار قد وجه عينا، ليأتيه بخبر الجيش الإسلامي، فألقى المسلمون عليه القبض و قتلوه.

و لما بلغ الحارث بن أبي ضرار و من معه مسير رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و قتله عينه، و خافوا خوفا شديدا، و تفرق عنهم من كان معهم من العرب، و انتهى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى المريسيع- بالضم فالفتح مصغرا، اسم لماء من مياههم في ناحية قديد إلى الساحل- فتهيئوا للقتال، و صفّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أصحابه، و راية المهاجرين مع أبي بكر الصديق، و راية الأنصار مع سعد بن عبادة، فتراموا بالنبل ساعة، ثم أمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) فحملوا حملة رجل واحد، فكانت النصرة. و انهزم المشركون، و قتل من قتل، و سبى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) النساء و الذراري و النعم و الشاء، و لم يقتل من المسلمين إلا رجل واحد، قتله رجل من الأنصار ظنا منه أنه من العدو.

كذا قال أهل المغازي و السير، قال ابن القيم: و هو وهم، فإنه لم يكن بينهم قتال، و إنما أغار عليهم على الماء فسبى ذراريهم و أموالهم كما في الصحيح: أغار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) على بني المصطلق و هم غارون، و ذكر الحديث‌ [1] انتهى.

و كان من جملة السبي جويرية بنت الحارث سيد القوم، وقعت في سهم ثابت بن قيس فكاتبها، فأدى عنها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و تزوجها، فأعتق المسلمون بسبب هذا التزويج مائة أهل بيت من بني المصطلق قد أسلموا، و قالوا: أصهار رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)[2].

و أما الوقائع التي حدثت في هذه الغزوة، فلأجل أن مبعثها كان هو رأس النفاق عبد اللّه بن أبي و أصحابه، نرى أن نورد أولا شيئا من أفعالهم في المجتمع الإسلامي.

دور المنافقين قبل غزوة بني المصطلق‌

قدمنا مرارا أن عبد اللّه بن أبي كان يحنق على الإسلام و المسلمين، و لا سيما على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) حنقا شديدا. لأن الأوس و الخزرج كانوا قد اتفقوا على سيادته، و كانوا ينظمون له الخرز، ليتوجوه إذ دخل فيهم الإسلام، فصرفهم عن ابن أبي، فكان يرى أن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) هو الذي استلبه ملكه.

و قد ظهر حنقه هذا و تحرقه منذ بداية الهجرة قبل أن يتظاهر بالإسلام، و بعد أن تظاهر


[1] و انظر صحيح البخاري كتاب العتق 1/ 345، و انظر أيضا فتح الباري 7/ 341.

[2] زاد المعاد 2/ 112، 113، ابن هشام 2/ 289، 290، 294، 295.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست