responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 295

المدينة لليلة بقيت من المحرم و معهم ثمامة بن أثال الحنفي سيد بني حنيفة، كان قد خرج متنكرا لاغتيال النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بأمر مسيلمة الكذاب‌ [1]، فأخذه المسلمون، فلما جاءوا به ربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) فقال: «ما عندك يا ثمامة؟» فقال: عندي خير يا محمد، إن تقتل تقتل ذا دم، و إن تنعم تنعم على شاكر، و إن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه. ثم مرّ به مرة أخرى، فقال له مثل ذلك، فرد عليه كما رد عليه أولا، ثم أمر مرة ثالثة فقال: بعد ما دار بينهما الكلام السابق- أطلقوا ثمامة، فأطلقوه، فذهب إلى نخل قريب من المسجد، فاغتسل، ثم جاءه فأسلم، و قال: و اللّه ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إليّ من وجهك، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه إليّ، و و اللّه ما كان على وجه الأرض دين أبغض عليّ من دينك، فقد أصبح دينك أحبّ الأديان إليّ، و إن خيلك أخذتني و أنا أريد العمرة، فبشره رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و أمره أن يعتمر، فلما قدم على قريش قالوا: صبأت يا ثمامة، قال: لا و اللّه، و لكني أسلمت مع محمد (صلّى اللّه عليه و سلم)، و لا و اللّه لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم). و كانت يمامة ريف مكة، فانصرف إلى بلاده، و منع الحمل إلى مكة، حتى جهدت قريش، و كتبوا إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة يخلي إليهم حمل الطعام، ففعل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)[2].

غزوة بني لحيان‌

بنو لحيان هم الذين كانوا قد غدروا بعشرة من أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) بالرجيع، و تسببوا في إعدامهم، و لكن لما كانت ديارهم متوغلة في الحجاز إلى حدود مكة، و التارات الشديدة قائمة بين المسلمين و قريش و الأعراب، لم يكن يرى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أن يتوغل في البلاد بمقربة من العدو الأكبر، فلما تخاذلت الأحزاب، و استوهنت عزائمهم، و استكانوا للظروف الراهنة إلى حد ما، رأى أن الوقت قد آن لأن يأخذ من بني لحيان ثأر أصحابه المقتولين بالرجيع، فخرج إليهم في ربيع الأول أو جمادى الأولى سنة 6 ه في مائتين من أصحابه، و استخلف على المدينة ابن أم مكتوم، و أظهر أنه يريد الشام، ثم أسرع السير حتى انتهى إلى بطن غران- واد بين أمج و عسفان، حيث كان مصاب أصحابه، فترحم عليهم و دعا لهم- و سمعت به بنو لحيان، فهربوا في رءوس الجبال، فلم يقدر منهم على أحد، فأقام يومين بأرضهم، و بعث السرايا، فلم يقدروا عليهم، فسار إلى عسفان، فبعث‌


[1] السيرة الحلبية 2/ 297.

[2] زاد المعاد 2/ 119، مختصر سيرة الرسول للشيخ عبد اللّه النجدي ص 292، 293.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست