responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 288

غزوة بني قريظة

و في اليوم الذي رجع فيه رسول اللّه إلى المدينة، جاءه جبريل (عليه السلام) عند الظهر، و هو يغتسل في بيت أم سلمة، فقال: أو قد وضعت السلاح؟ فإن الملائكة لم تضع أسلحتهم، و ما رجعت الآن إلا من طلب القوم، فانهض بمن معك إلى بني قريظة، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم، و أقذف في قلوبهم الرعب، فسار جبريل في موكبه من الملائكة.

فأمر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) مؤذنا فأذن في الناس: من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا ببني قريظة. و استعمل على المدينة ابن أم مكتوم، و أعطى الراية علي بن أبي طالب، و قدّمه إلى بني قريظة فسار علي حتى إذا دنا من حصونهم سمع منها مقالة قبيحة لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)

و خرج رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) في موكبه من المهاجرين و الأنصار، حتى نزل على بئر من آبار قريظة يقال لها بئر أنا، و بادر المسلمون إلى امتثال أمره، و نهضوا من فورهم، و تحركوا نحو قريظة، و أدركتهم العصر في الطريق، فقال بعضهم: لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا، حتى أن رجالا منهم صلوا العصر بعد العشاء الآخرة، و قال بعضهم: لم يرد منا ذلك، و إنما أراد سرعة الخروج، فصلوها في الطريق، فلم يعنف واحدة من الطائفتين.

هكذا تحرك الجيش الإسلامي نحو بني قريظة أرسالا، حتى تلاحقوا بالنبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و هم ثلاثة آلاف، و الخيل ثلاثون فرسا، فنازلوا حصون بني قريظة، و فرضوا عليهم الحصار.

و لما اشتد عليهم الحصار عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال: إما أن يسلموا: و يدخلوا مع محمد (صلّى اللّه عليه و سلم) في دينه، فيأمنوا على دمائهم و أموالهم و أبنائهم و نسائهم- و قد قال لهم: و اللّه لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل، و أنه الذي تجدونه في كتابكم- و إما أن يقتلوا ذراريهم و نساءهم بأيديهم، و يخرجوا إلى النبي (صلّى اللّه عليه و سلم) بالسيوف مصلتين، يناجزونه حتى يظفروا بهم، أو يقتلوا عن آخرهم، و إما أن يهجموا على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و أصحابه،

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست