responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 219

كله- من سنة 3 ه- أو قريبا من ذلك، ليشعر الأعراب بقوة المسلمين، و يستولي عليهم الرعب و الرهبة، ثم رجع إلى المدينة [1].

قتل كعب بن الأشرف‌

كان كعب بن الأشرف من أشد اليهود حنقا على الإسلام و المسلمين، و إيذاء لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، و تظاهرا بالدعوة إلى حربه.

كان من قبيلة طي‌ء- من بني نبهان- و أمه من بني النضير، و كان غنيا مترفا معروفا بجماله في العرب، شاعرا من شعرائها، و كان حصنه في شرق جنوب المدينة في خلفيات ديار بني النضير.

و لما بلغه أول خبر عن انتصار المسلمين، و قتل صناديد قريش في بدر قال: أحق هذا؟ هؤلاء أشراف العرب، و ملوك الناس، و اللّه إن كان محمد أصاب هؤلاء القوم لبطن الأرض خير من ظهرها.

و لما تأكد لديه الخبر، انبعث عدو اللّه يهجو رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) و المسلمين، و يمدح عدوهم، و يحرضهم عليهم، و لم يرض بهذا القدر حتى ركب إلى قريش فنزل على المطلب ابن أبي وداعة السهمي، و جعل ينشد الأشعار يبكي فيها على أصحاب القليب من قتلى المشركين، يثير بذلك حفائظهم، و يذكي حقدهم على النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و يدعوهم إلى حربه، و عند ما كان بمكة سأله أبو سفيان و المشركون: أ ديننا أحب إليك أم دين محمد و أصحابه؟ و أي الفريقين أهدى سبيلا؟ فقال: أنتم أهدى منهم سبيلا، و أفضل، و في ذلك أنزل اللّه تعالى: أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطَّاغُوتِ، وَ يَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا: هؤُلاءِ أَهْدى‌ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا [النساء: 51].

ثم رجع كعب إلى المدينة على تلك الحال، و أخذ يشبب في أشعاره بنساء الصحابة و يؤذيهم بسلاطة لسانه أشد الإيذاء.

و حينئذ قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): «من لكعب بن الأشرف؟ فإنه آذى اللّه و رسوله» فانتدب له محمد بن مسلمة، و عباد بن بشر، و أبو نائلة- و اسمه سلكان بن سلامة، و هو أخو كعب من‌


[1] ابن هشام 2/ 46، زاد المعاد 2/ 91، و يذكرون أن محاولة اغتيال النبيّ (صلّى اللّه عليه و سلم) من قبل دعثور أو غورث المحاربي كانت في هذه الغزوة. و الصحيح أنها في غير هذه الغزوة انظر صحيح البخاري 2/ 593.

نام کتاب : الرحيق المختوم نویسنده : صفي الرحمن المباركفوري    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست