بالذي قالوا له و عرضوا عليه، من عدم تعرض كل فريق للآخر. فقال لهم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم):
أ رأيتم إن أعطيتكم كلمة تكلمتم بها، ملكتم بها العرب، و دانت لكم بها العجم، و في لفظ أنه قال مخاطبا لأبي طالب: أريدهم على كلمة واحدة يقولونها، تدين لهم بها العرب، و تؤدي إليهم بها العجم الجزية، و في لفظ آخر قال: يا عم، أ فلا تدعوهم إلى ما هو خير لهم؟ قال: و إلى ما تدعوهم؟ قال: أدعوهم إلى أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب، و يملكون بها العجم، و لفظ رواية ابن إسحاق: كلمة واحدة تعطونها، تملكون بها العرب، و تدين لكم بها العجم، فلما قال هذه المقالة، توقفوا و تحيروا، و لم يعرفوا كيف يرفضون هذه الكلمة الواحدة النافعة إلى هذه الغاية و الحد؛ ثم قال أبو جهل: ما هي؟ و أبيك لنعطيكها و عشر أمثالها، قال: تقولون: لا إله إلا اللّه، و تخلعون ما تعبدون من دونه، فصفقوا بأيديهم، ثم قالوا: أ تريد يا محمد أن تجعل الآلهة إلها واحدا؟ إن أمرك لعجب.
ثم قال بعضهم لبعض: إنه و اللّه ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون، فانطلقوا و امضوا على دين آبائكم، حتى يحكم اللّه بينكم و بينه. ثم تفرقوا.