responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمي بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 1  صفحه : 203
وَيَسْتَغْفِرْهُ، {يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110] يَعْرِضُ التَّوْبَةَ عَلَى طُعْمَةَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ.
[111] {وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا} [النساء: 111] يَعْنِي: يَمِينَ طُعْمَةَ بِالْبَاطِلِ، أَيْ: مَا سَرَقْتُهُ إِنَّمَا سَرَقَهُ الْيَهُودِيُّ {فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ} [النساء: 111] فَإِنَّمَا يَضُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا} [النساء: 111] بسارق الدرع {حَكِيمًا} [النساء: 111] حَكَمَ بِالْقَطْعِ عَلَى السَّارِقِ.
[112] {وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً} [النساء: 112] أَيْ: سَرِقَةَ الدِّرْعِ، {أَوْ إِثْمًا} [النساء: 112] بيمينه الكاذبة، {ثُمَّ يَرْمِ بِهِ} [النساء: 112] أَيْ: يَقْذِفْ بِمَا جَنَى {بَرِيئًا} [النساء: 112] مِنْهُ وَهُوَ نِسْبَةُ السَّرِقَةِ إِلَى اليهودي {فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا} [النساء: 112] الْبُهْتَانُ: هُوَ الْبَهْتُ، وَهُوَ الْكَذِبُ الَّذِي يُتحَيَّرُ فِي عِظَمِهِ، {وَإِثْمًا مُبِينًا} [النساء: 112] أَيْ: ذَنْبًا بَيِّنًا، وَقَوْلُهُ (ثُمَّ يَرْمِ بِهِ) وَلَمْ يَقُلْ بِهِمَا بَعْدَ ذِكْرِ الْخَطِيئَةِ وَالْإِثْمِ، رَدَّ الْكِنَايَةَ إِلَى الْإِثْمِ أَوْ جَعَلَ الْخَطِيئَةَ وَالْإِثْمَ كَالشَّيْءِ الْوَاحِدِ.
[113] قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ} [النساء: 113] يَقُولُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: {لَهَمَّتْ} [النساء: 113] لِقَدِ هَمَّتْ أَيْ: أَضْمَرَتْ، {طَائِفَةٌ مِنْهُمْ} [النساء: 113] يَعْنِي: قَوَّمَ طُعْمَةَ، {أَنْ يُضِلُّوكَ} [النساء: 113] يُخَطِّئُوكَ فِي الْحُكْمِ وَيُلْبِسُوا عَلَيْكَ الْأَمْرَ حَتَّى تُدَافِعَ عَنْ طُعْمَةَ، {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ} [النساء: 113] يعني يرجع وباله عليها، {وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ} [النساء: 113] يُرِيدُ أَنَّ ضَرَرَهُ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ، {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} [النساء: 113] يعني: القرآن، {وَالْحِكْمَةَ} [النساء: 113] يَعْنِي: الْقَضَاءَ بِالْوَحْيِ {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ} [النساء: 113] مِنَ الْأَحْكَامِ، وَقِيلَ: مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} [النساء: 113]

[قَوْلُهُ تَعَالَى لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ] بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ. . . .
[114] قَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ} [النساء: 114] يَعْنِي: قَوْمَ طُعْمَةَ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الْآيَةُ عَامَّةٌ فِي حَقِّ جَمِيعِ النَّاسِ، وَالنَّجْوَى: هِيَ الْإِسْرَارُ فِي التدبير، وقيل: النجوى ما يتفرد بِتَدْبِيرِهِ قَوْمٌ سِرًّا كَانَ أَوْ جَهْرًا، فَمَعْنَى الْآيَةِ: لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِمَّا يُدَبِّرُونَهُ بَيْنَهُمْ، {إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ} [النساء: 114] أَيْ: إِلَّا فِي نَجْوَى مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ، فَالنَّجْوَى تَكُونُ فِعْلًا، وَقِيلَ: هَذَا اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ، يَعْنِي: لَكِنْ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ، وَقِيلَ النَّجْوَى هَاهُنَا: الرِّجَالُ الْمُتَنَاجُونَ، كَمَا قال تَعَالَى: {وَإِذْ هُمْ نَجْوَى} [الْإِسْرَاءِ: 47] (إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ) أَيْ: حث عليها، {أَوْ مَعْرُوفٍ} [النساء: 114] أَيْ: بِطَاعَةِ اللَّهِ وَمَا يُعَرِّفُهُ الشَّرْعُ، وَأَعْمَالُ الْبِرِّ كُلُّهَا مَعْرُوفٌ، لِأَنَّ الْعُقُولَ تَعْرِفُهَا، {أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114] فعن أم كلثوم بنت عقبة قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيْسَ الكذاب مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ النَّاسِ فَقَالَ خَيْرًا أَوْ نَمَى خَيْرًا» . قَوْلُهُ تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ} [النساء: 114] أَيْ: هَذِهِ الْأَشْيَاءَ الَّتِي ذَكَرَهَا، {ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [النساء: 114] أَيْ: طَلَبَ رِضَاهُ، {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ} [النساء: 114] في الآخرة، {أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114] قَرَأَ أَبُو عَمْرٍو وَحَمْزَةُ (يُؤْتِيهِ) بِالْيَاءِ، يَعْنِي يُؤْتِيهِ اللَّهُ، وَقَرَأَ الآخرون بالنون.
[115] قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ} [النساء: 115] نَزَلَتْ فِي طُعْمَةَ بْنِ أُبَيْرِقٍ وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا ظَهَرَتْ عَلَيْهِ السَّرِقَةُ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَطْعِ الْيَدِ وَالْفَضِيحَةِ، فَهَرَبَ إِلَى مَكَّةَ وَارْتَدَّ عَنِ الدِّينِ، فَقَالَ تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ} [النساء: 115] أَيْ: يُخَالِفُهُ، {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى} [النساء: 115] من التَّوْحِيدُ وَالْحُدُودُ، {وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: 115] أَيْ: غَيْرَ طَرِيقِ الْمُؤْمِنِينَ، {نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} [النساء: 115] أَيْ: نَكِلْهُ فِي الْآخِرَةِ إِلَى مَا تَوَلَّى فِي الدُّنْيَا، {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]
[116] {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} [النساء: 116] أَيْ: ذَهَبَ عَنِ الطَّرِيقِ وحُرم الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَقَالَ الضَّحَّاكُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي شَيْخٍ مِنَ الْأَعْرَابِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إني شيخ منهمك فِي الذُّنُوبِ، إِلَّا أَنِّي لَمْ أُشْرِكْ بِاللَّهِ شَيْئًا مُنْذُ عَرَفْتُهُ وَآمَنْتُ بِهِ، وَلَمْ أَتَّخِذْ مِنْ دُونِهِ وَلِيًّا وَلَمْ أُوَاقِعِ الْمَعَاصِي جُرْأَةً عَلَى اللَّهِ، وَمَا تَوَهَّمْتُ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَنِّي أُعْجِزُ اللَّهَ هَرَبًا وَإِنِّي لَنَادِمٌ تَائِبٌ مُسْتَغْفِرٌ فماذا

نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمي بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست