responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمي بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 1  صفحه : 191
مَعْنَاهُ فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ أَيْ: يَبِيعُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَيَخْتَارُونَ الْآخِرَةَ {وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ} [النساء: 74] يعني يستشهد، {أَوْ يَغْلِبْ} [النساء: 74] يظفر {فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ} [النساء: 74] فِي كِلَا الْوَجْهَيْنِ {أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 74]

[قَوْلُهُ تَعَالَى وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ] مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ. . . .
[75] قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ} [النساء: 75] لَا تُجَاهِدُونَ {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 75] فِي طَاعَةِ اللَّهِ يُعَاتِبُهُمْ عَلَى ترك الجهاد، {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ} [النساء: 75] أَيْ: عَنِ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: فِي سَبِيلِ الْمُسْتَضْعَفِينَ لِتَخْلِيصِهِمْ، وَقِيلَ: فِي تَخْلِيصِ الْمُسْتَضْعَفِينَ، مِنْ أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ، وَكَانَ بِمَكَّةَ جَمَاعَةٌ، {مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء: 75] يَلْقَوْنَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ أَذًى كَثِيرًا، {الَّذِينَ} [النساء: 75] يَدْعُونَ وَ {يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} [النساء: 75] يَعْنِي: مَكَّةَ، الظَّالِمُ أَيِ: الْمُشْرِكُ، أَهْلُهَا يَعْنِي الْقَرْيَةَ الَّتِي مِنْ صفتها أن أهلها مشركين، وَإِنَّمَا خَفَضَ (الظَّالِمَ) لِأَنَّهُ نَعْتٌ لِلْأَهْلِ، فَلِمَا عَادَ الْأَهْلُ إِلَى القرية صار الْفِعْلَ لَهَا، كَمَا يُقَالُ مَرَرْتُ بِرَجُلٍ حُسْنِهِ عَيْنُهُ. {وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا} [النساء: 75] أي: من يلي أمرنا لدنك، {وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75] أَيْ: مَنْ يَمْنَعُ الْعَدُوَّ عَنَّا، فَاسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَهُمْ، فَلَمَّا فَتَحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ وَلَّى عَلَيْهِمْ عِتَابُ بْنُ أُسَيْدٍ وَجَعَلَهُ اللَّهُ لَهُمْ نصيرا ينصف المؤمنين الْمَظْلُومِينَ مِنَ الظَّالِمِينَ.
[76] ، قَوْلُهُ تَعَالَى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [النساء: 76] أَيْ: فِي طَاعَتِهِ، {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} [النساء: 76] أَيْ: فِي طَاعَةِ الشَّيْطَانِ، {فَقَاتِلُوا} [النساء: 76] أيها المؤمنون {أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ} [النساء: 76] أي: حزبه وجنوده الكفار، {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ} [النساء: 76] مكره، {كَانَ ضَعِيفًا} [النساء: 76] كَمَا فَعَلَ يَوْمَ بَدْرٍ لَمَّا رَأَى الْمَلَائِكَةَ خَافَ أَنْ يَأْخُذُوهُ فَهَرَبَ وَخَذَلَهُمْ.
[77] ، قَوْلُهُ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ} [النساء: 77] الْآيَةَ، قَالَ الْكَلْبِيُّ: نَزَلَتْ فِي جماعة كَانُوا يَلْقُونَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ أَذًى كَثِيرًا قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرُوا، وَيَقُولُونَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لَنَا فِي قِتَالِهِمْ فَإِنَّهُمْ قَدْ آذَوْنَا، فَيَقُولُ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ فَإِنِّي لَمْ أُؤْمَرْ بِقِتَالِهِمْ» ، {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [النساء: 77] فَلَمَّا هَاجَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ وَأَمَرَهُمُ اللَّهُ بِقِتَالِ الْمُشْرِكِينَ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى بَعْضِهِمْ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {فَلَمَّا كُتِبَ} [النساء: 77] فُرِضَ، {عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ} [النساء: 77] يَعْنِي يَخْشَوْنَ مُشْرِكِي مَكَّةَ، {كَخَشْيَةِ اللَّهِ} [النساء: 77] أَيْ: كَخَشْيَتِهِمْ مِنَ اللَّهِ، {أَوْ أَشَدَّ} [النساء: 77] أكبر، {خَشْيَةً} [النساء: 77] وَقِيلَ: مَعْنَاهُ وَأَشَدَّ خَشْيَةً، {وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ} [النساء: 77] الجهاد، {لَوْلَا} [النساء: 77] هَلَّا، {أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ} [النساء: 77] يَعْنِي: الْمَوْتَ، أَيْ: هَلَّا تَرَكْتَنَا حَتَّى نَمُوتَ بِآجَالِنَا؟ وَاخْتَلَفُوا فِي هؤلاء الذين قالوا ذلك، فقيل: قَالَهُ قَوْمٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لِأَنَّ قَوْلَهُ: (لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا

نام کتاب : مختصر تفسير البغوي المسمي بمعالم التنزيل نویسنده : عبد الله الزيد    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست