responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 342
[232] والخامس: أن قوماً غلُّوا يوم بدر، فنزلت هذه الآية، قاله قتادة.

والسادس: أنها نزلت في الذين تركوا مركزهم يوم أُحد طلباً للغنيمة، وقالوا: نخاف أن يقول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «من أخذ شيئا، فهو له» فقال لهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «ألم أعهد إليكم ألّا تبرحوا؟! أظننتم أنّا نغلّ؟!» فنزلت هذه الآية، قاله ابن السّائب، ومقاتل.
والسابع: أنها نزلت في غلول الوحي، قاله القرظيّ، وابن إسحاق [1] .
وذكر بعض المفسرين أنهم كانوا يكرهون ما في القرآن من عيب دينهم وآلهتهم، فسألوه أن يطوي ذلك، فنزلت هذه الآية.
واختلف القرّاء في «يغل» فقرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو: بفتح الياء وضمّ الغين، ومعناها:
يخون، وفي هذه الخيانة قولان: أحدهما: خيانة المال على قول الأكثرين. والثاني: خيانة الوحي على قول القرظيّ، وابن إسحاق. وقرأ الباقون: بضمّ الياء وفتح الغين، ولها وجهان: أحدهما: أن يكون المعنى يخان، ويجوز أن يكون: يلفى خائنا، يقال: أغللت فلانا، أي: وجدته غالا، كما يقال:
أحمقته: وجدته أحمق، وأحمدته: وجدته محمودا، قاله الحسن، وابن قتيبة. والثاني: يخوّن، قاله الفرّاء، وأجازه الزجّاج، وردّه ابن قتيبة، فقال: لو أراد: يخون، لقال: يغلل، كما يقال: يفسق ويخون، ويفجر.
وقيل: «اللام» في قوله «لنبيّ» منقولة، ومعنى الآية: وما كان النبيّ ليغلّ، ومثله: ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ [2] أي: ما كان الله ليتّخذ ولدا. وهذه الآية من ألطف التّعريض، إذ قد ثبتت براءة ساحة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من الغلول، فدلّ على أنّ الغلول في غيره. ومثله: وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ [3] وقد ذكر عن السّدّيّ نحو هذا.
قوله تعالى: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ الغلول: أخذ شيء من المغنم خفية، ومنه الغلالة، وهي ثوب يلبس تحت الثياب، والغلل: وهو الماء الذي يجري تحت الشّجر، والغلّ: وهو الحقد الكامن في الصّدر، وأصل الباب الاختفاء. وفي إتيانه بما غلّ ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه يأتي بما غلّه، يحمله، ويدلّ عليه ما روى البخاريّ ومسلم في «الصّحيحين» من حديث أبي هريرة قال:
[232] ضعيف. أخرجه الطبري 8152 وعبد بن حميد كما في «الدر» [2]/ 162 عن قتادة مرسلا، فهو ضعيف.
لا أصل له. ذكره الواحدي في «أسباب النزول» 258 م عن الكلبي ومقاتل بدون إسناد. وقال الحافظ في «تخريج الكشاف» [1]/ 434: ذكره الثعلبي والواحدي في «أسبابه» عن الكلبي ومقاتل ... اه.
وهو معضل، مقاتل إن كان ابن سليمان فهو متروك متهم، وإن كان ابن حيان فقد روى مناكير كثيرة، وأما الكلبي فمتروك متهم ولم أر من أسنده، ولا روي عن غيرهما.

[1] ضعيف جدا. أخرجه الطبري 8147 عن ابن إسحاق، وهذا معضل فهو ضعيف جدا.
[2] سورة مريم: 36.
[3] سورة سبأ: 25.
نام کتاب : زاد المسير في علم التفسير نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 1  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست