responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 1  صفحه : 657

رجل رجل أي راجل. والركبان جمع راكب كفارس وفرسان. ولا يقال راكب إلا لمن كان على إبل ، فإن كان على فرس فإنما يقال له : فارس. لكن المراد في الآية أعم ، وتخصيص اللفظ بالركبان لأنه الغالب فيهم. واعلم أن صلاة الخوف ، إما أن تكون في غير حال القتال وسوف يجيء بيانها في سورة النساء إن شاء الله تعالى ، وإما أن تكون عند التحام القتال وهو المراد بهذه الآية. ومذهب الشافعي أنهم يصلون ركبانا على دوابهم ومشاة على أقدامهم إلى القبلة وإلى غير القبلة ، ويقتصرون من الركوع والسجود على الإيماء إلا أنهم يجعلون السجود أخفض من الركوع ، ويحترزون عن الصيحان ، أنّه لا ضرورة إليه بل الشجاع الساكت أهيب. وقال أبو حنيفة : لا يصلي الماشي بل يؤخر لأنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخر الصلاة يوم الخندق. وأجيب بأن الآية ناسخة لذلك الفعل. ويدخل في الخوف المفيد لهذه الرخصة الخوف في القتال الواجب كالقتال مع الكفار أو مع أهل البغي ، وفي القتال المباح كالدفاع عن النفس ، أو عن حيوان محترم ، أو عن المال. أما القتال المحظور فإنه لا يجوز فيه صلاة الخوف لأن الرخص لا تناط بالمعاصي والخوف الحاصل لا في القتال كالهارب من الحرق والغرق والسبع ، وكذا المطالب إذا كان معسرا خائفا من الحبس عاجزا عن بينة الإعسار يرخص أيضا في هذه الصلاة لأن قوله (فَإِنْ خِفْتُمْ) مطلق يتناول الكل (فَإِذا أَمِنْتُمْ) فإذا زال خوفكم (فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) من صلاة الأمن بقوله (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) كما بينه بشروطه وأركانه. والصلاة قد تسمى ذكرا (فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) وقيل : فاذكروا الله أي فاشكروا الله لأجل إنعامه عليكم بالأمن. وقيل : فاشكروه على الأمن واذكروه بالعبادة كما أحسن إليكم بما علمكم من الشرائع على لسان نبيه. وكيف تصلون في حال الخوف وفي حال الأمن. و «ما» في (كَما عَلَّمَكُمْ) إما مصدرية أو كافة.

الحكم الثامن عشر : عدة الوفاة بوجه آخر (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ) الآية. من قرأ (وَصِيَّةً) بالرفع فـ (وَصِيَّةً) مبتدأ وخبره (لِأَزْواجِهِمْ) وجاز وقوع النكرة مبتدأ لتخصيصه بما تخصص منهم وصية ، أو وصية الذين يتوفون وصية ، أو الذين يتوفون أهل وصية إلى الحول ، وكل هذه الوجوه جائز حسن. ومن قرأ بالنصب فعلى تقدير فليوصوا وصية أو يوصون وصية مثل «أنت سير البريد» أي أنت تسير سير البريد أو ألزم الذين يتوفون منكم وصية متاعا نصب على المصدر على معنى فليوصوا لهن وصية وليمتعوهن متاعا. والتقدير : جعل الله لهن ذلك متاعا لأن ما قبله من الكلام يدل عليه ، أو نصب على الحال ، أو نصب بالوصية و (غَيْرَ إِخْراجٍ) نصب على المصدر المؤكد كقولك «هذا القول غير ما تقول» أو بدل من (مَتاعاً) أو حال من الأزواج أي غير مخرجات. والمعنى أن

نام کتاب : تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان نویسنده : القمي النيسابوري، نظام الدين الحسن    جلد : 1  صفحه : 657
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست