التي كتب بعضها على خلاف بعض في المصحف وهي في الأصل واحدة.
فأول ذلك «بسم
الله» كتب بحذف «الألف» التي قبل «السين». وكتب (اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ) [العلق : ١] و (سَبِّحِ اسْمَ
رَبِّكَ) [الأعلى : ١] ، و (بِئْسَ الِاسْمُ
الْفُسُوقُ) [الحجرات : ١١] ، ومنه (اسْمُهُ) بالألف. والأصل في ذلك كله واحد وهو أن يكتب بالألف ،
وإنما حذفت من «باسم الله» فقط لأنها ألف وصل ساقطة من اللفظ. كثيرا قد كثر
استعمال الناس إياها في صدور الكتب وفواتح السور وعند كل أمر يبدأ به ، فأمنوا أن
يجهل القارئ معناها. وكتب «فيما» موصولا في كل القرآن إلا في «البقرة» (فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ
بِالْمَعْرُوفِ) [الآية : ٢٣٤] ، وفيها [سورة البقرة]. (فِي ما فَعَلْنَ فِي
أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ) [الآية : ٢٤٠] ؛ وفي «الأنعام» : (فِي ما أُوحِيَ
إِلَيَّ مُحَرَّماً) [الآية : ١٤٥] وفيها [سورة الأنعام] (لِيَبْلُوَكُمْ فِي
ما آتاكُمْ) [الآية : ١٦٥] ؛ وفي «الأنفال» (فِيما أَخَذْتُمْ
عَذابٌ عَظِيمٌ) [الآية : ٦٨] ؛ وفي «الأنبياء» (فِي مَا اشْتَهَتْ
أَنْفُسُهُمْ) [الآية : ١٠٢] ؛ وفي «النور» (فِيما أَفَضْتُمْ) [الآية : ١٤] ؛ وفي الشعراء في ما هاهنا آمنين وفي الروم في ما رزقناكم وفي
«الزمر» (فِي ما هُمْ فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ) [الآية : ٣] ؛ وفيها [سورة الزمر] (فِي ما كانُوا فِيهِ
يَخْتَلِفُونَ) [الآية : ٤٦] ؛ وفي الواقعة (فِي ما لا تَعْلَمُونَ) [الآية : ٦١]. فذلكن اثنا عشر حرفا مقطوع [١] ، وما سوى ذلك موصول.
وكتب «ممّا»
موصولا في كل القرآن إلا ثلاثة مواضع : في «النساء» (فَمِنْ ما مَلَكَتْ
أَيْمانُكُمْ) [الآية : ٢٥] ، وفي «الروم» (مِنْ ما مَلَكَتْ
أَيْمانُكُمْ) [الآية : ٢٨] ، وفي «المنافقين» (مِنْ ما رَزَقْناكُمْ) [الآية : ١٠]. وكتب «أنما» موصولا في كل القرآن إلا في
[١] إن ما ذكره
المؤلف عن عدد الحرف المقطوع في (في ما) مخالف للخط العثماني. فقد وردت «فيما»
موصولة في الآية ٢٣٤ من سورة البقرة ، وفي الآية ٦٨ من سورة الأنفال ، مما يجعل
عدد الحرف المقطوع عشرة. فاقتضى التنويه.