القراآت
: ولا تقبل
بالتاء الفوقانية ، ابن كثير وأبو عمرو وسهل ويعقوب.
الوقوف
: (الْعالَمِينَ) (٥) (يُنْصَرُونَ) (٥)
التفسير
: إنما أعاد
سبحانه هذا الكلام مرة أخرى توكيدا للحجة وتحذيرا من ترك اتباع صلىاللهعليهوسلم ، كأنه قال : إن لم تطيعوني لأجل سوالف نعمتي عليكم
فأطيعوني للخوف من عقابي في المستقبل. والمراد بالعالمين هاهنا الجم الغفير من
الناس كقوله «(بارَكْنا فِيها
لِلْعالَمِينَ) [الأنبياء : ٧١]. ويقال : رأيت عالما من الناس. يراد الكثرة بقرينة العلم
بأنه لم ير كل الناس ، ويمكن أن يكون المراد فضلتكم على عالمي زمانكم ، لأن الشخص
الذي سيوجد بعد ذلك لا يكون من جملة العالمين. ويحتمل أن يكون لفظ (الْعالَمِينَ) عاما للموجودين ولمن سيوجد لكنه مطلق في الفضل ،
والمطلق يكفي في صدقه صورة واحدة. فالآية تدل على أنهم فضلوا على كل العالمين في
أمر ما ، وهذا لا يقتضي أن يكونوا أفضل من كل العالمين في كل الأمور ، فلعل غيرهم
يكون أفضل منهم في أكثرها. وقيل : الخطاب لمؤمني بني إسرائيل لأن عصاتهم مسخوا
قردة وخنازير ، وفي جميع ما يخاطب الله تعالى بني إسرائيل تنبيه للعرب لأن الفضيلة
بالنبي قد لحقتهم. وجميع أقاصيص الأنبياء تنبيه وإرشاد (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ
لِأُولِي الْأَلْبابِ) [يوسف : ١١١]. روي عن قتادة قال : ذكر لنا أن عمر بن الخطاب كان يقول : قد
مضى والله بنو إسرائيل وما يعني بما تسمعون غيركم. واتقاء اليوم هو اتقاء ما يحصل
في ذلك اليوم من الشدائد والأهوال ، لأن نفس اليوم لا يتقى. وقوله (لا تَجْزِي) إلى آخر الآية. الجمل منصوبات المحل صفات متعاقبة لليوم
، والراجع منها إلى الموصوف محذوف تقديره : لا تجزي فيه. ومنهم من يقول : اتسع فيه
فأجرى مجرى المفعول به فحذف الجار وهو «في» فبقي لا تجزيه ، ثم حذف الضمير كما حذف
في قوله «أم مال أصابوا» قال :
فما أدري
أغيرهم تناء
وطول العهد
أم مال أصابوا
أي أصابوه. ولا
يخفى أن هذا التكلف لا يتمشى في سائر الجمل ، بل يتعين تقدير الجار والمجرور
العائد. ومعنى لا تجزي لا تقضي عنها شيئا من الحقوق ، ومنه الحديث في الجذعة التي
ضحاها ابن نيار قبل الوقت «تجزي عنك ولا تجزي عن أحد بعدك» و (شَيْئاً)