الفلح : الشق
والقطع ، ومنه سمى الزارع فلّاحا لأنه يشق الأرض ، والمفلح : الفائز بالبغية بعد
سعى فى الحصول عليها ، واجتهاد فى إدراكها ، كأنه انفتحت له وجوه النظر ولم تستغلق
عليه.
والمشار إليه
بأولئك فى الموضعين واحد وهم المؤمنون من غير أهل الكتاب والمؤمنون منهم ، وكرر
الإشارة للدلالة على أن اتصافهم بتلك الصفات يقتضى نيل كل واحدة من هاتين
الفضيلتين الهدى والفلاح ، وأن كلا منهما كاف فى تميزهم به عن سواهم ، فكيف بهما
إذا اجتمعتا.
والتعبير بقوله
(على هدى) يفيد التمكن من الهدى وكمال الرسوخ فيه ، كما يتمكن الراكب على الدابة
ويستقر عليها ، وقد جاء فى كلامهم : ركب هواه ، وجعل الغواية مركبا.