فمن الهيّن عليه أن يجيبه إلى ما طلب ، مما هو متنافر مع طباع العرب ، بعيد
من معايشهم وأحوالهم ، فهم بعيدون عن ورود مناهل العلم ، وفيهم خشونة في الطباع ،
وغلظ في الأكباد ، ليس لديهم استعداد لحضارة ولا مدنية ، وقد أجاب الله دعاءه
وكوّن منهم أمة كانت خير الأمم ، سادت العالم وملكت المشارق والمغارب ردحا من
الزمان ، وكان فيها رجال حفظ لهم التاريخ صادق بلائهم ، وعظيم سياستهم للشعوب التي
انضوت تحت لوائهم ، بما لم تجارهم فيه أرقى الأمم مدنية في عصرنا ، عصر الرقى
والحضارة.