(فَادَّارَأْتُمْ فِيها) أي تدافعتم وتخاصمتم في شأنها ، وكل واحد يدرأ عن نفسه
ويدّعى البراءة ويتهم سواه.
(وَاللهُ مُخْرِجٌ ما
كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) أي والله مظهر لا محالة ما كتمتم وسترتم من أمر القتل ،
فمن كان يعرف أمره يكتمه لهوى في نفسه وأغراض تبعد عنه الضغن والعداوة.
(فَقُلْنا اضْرِبُوهُ
بِبَعْضِها) أي اضربوا المقتول ببعض البقرة ، أىّ بعض كان ، وقيل
بلسانها ، وقيل بفخذها.
(كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ
الْمَوْتى) أي فضربوه فحيى ، وقلنا : كذلك يحيى الله الموتى ، أي
مثل ذلك الإحياء العجيب يحيى الله الموتى يوم القيامة ، وقد روى أنهم لما ضربوه
قام بإذن الله وأوداجه تشخب دما ، وقال قتلنى فلان وفلان وهما ابنا عمه ، ثم سقط
ميتا فأخذا وقتلا.
وإنما أمرهم
بالضرب ولم يضرب بنفسه نفيا للتهمة ، كيلا ينسب إلى السحر والشعوذة.
(وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) وهى الإحياء وما اشتمل عليه من الأمور البديعة من ترتب
الحياة على الضرب بعضو ميت ، وإخبار الميت بقاتله ، مما ترتب عليه الفصل في
الخصومة وإزالة أسباب الفتن والعداوة.
(لَعَلَّكُمْ
تَعْقِلُونَ) أي لعلكم تفقهون أسرار الشريعة وفائدة الخضوع لها ،
وتمنعون أنفسكم من اتباع أهوائها ، وتطيعون الله فيما يأمركم به.