نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 1 صفحه : 225
(وَوَيْلٌ لَهُمْ
مِمَّا يَكْسِبُونَ) من المأكول ولفظة الأيدي للتأكيد كقولهم مشيت برجلي
ورأيت بعيني. قال الله تعالى : (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ
بِجَناحَيْهِ)[١].
قال الشّاعر :
نظرت فلم تنظر بعينك منظرا
وقال أبو مالك
: نزلت هذه الآية في الكاتب الّذي يكتب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وقد كان قرأ البقرة وآل عمران ، وكان النبيّ صلىاللهعليهوسلم يملي : (غَفُوراً رَحِيماً) ، فيكتب : عليما حكيما ، فيقول له النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «اكتب كيف شئت» ويملي عليه : (عَلِيماً حَكِيماً) ، فيكتب : سميعا بصيرا ، فيقول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : «اكتب كيف شئت» قال : فارتدّ ذلك الرّجل عن الإسلام
ولحق بالمشركين.
قال : أما
يعلمكم محمّد صلىاللهعليهوسلم أن كنت لأكتب ما شئت أنا ، فمات ذلك الرّجل فقال النبيّ
صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الأرض لا تقبله» [٩٣].
قال : فأخبرني
أبو طلحة : إنّه أتى الأرض الّتي بات فيها فوجده منبوذا ، فقال أبو طلحة : ما شأن
هذا؟ قالوا : دفنّاه مرارا فلم تقبله الأرض.
(لَنْ تَمَسَّنَا
النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) قدرا مقدّرا ثمّ يزول عنّا العذاب وينقطع ، واختلفوا في
هذه الأيّام ما هي.
وقال ابن عبّاس
ومجاهد : قدم رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة واليهود يقولون : مدّة الدّنيا سبعة آلاف سنة
وإنّما نعذّب بكل ألف سنة يوما واحدا ثمّ ينقطع العذاب بعد سبعة أيّام ، فأنزل
الله تعالى هذه الآية.