وكان يرسل
عليهم المنّ والسلوى ، فيأخذ كل واحد منه ما يكفيه يوما وليلة ، وإذا كان يوم
الجمعة أخذ ما يكفيه ليومين لأنّه لم يكن ينزل إليهم يوم السبت ، فذلك قوله : (وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى
كُلُوا) أي وقلنا لهم كلوا.
(مِنْ طَيِّباتِ) حلالات. (ما رَزَقْناكُمْ) ولا تدّخروا لغد فخبأوا لغد فقطع الله عزوجل ذلك عنهم ودوّد وفسد ما ادّخروا ، فذلك قوله عزوجل(وَما ظَلَمُونا) ضرّونا بالمعصية.
(وَلكِنْ كانُوا
أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) يصرّون باستيجابهم عذابي وقطع مادة الرزق الذي كان
ينزّل عليهم بلا كلفة ولا مؤونة ، ولا مشقّة في الدنيا ، ولا تبعه ولا حساب في
العقبى.
خلاس بن عمرو
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو لا بني إسرائيل لم يخنز الطعام ولم يخبث اللّحم ،
ولو لا حوّاء لم تخن أنثى زوجها» [٢] [٨٧].
(وَإِذْ قُلْنَا
ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ) ابن عباس : هي أريحا وهي قرية الجبّارين ، وكان فيها
قوم من بقية عاد يقال لهم العمالقة ورأسهم عوج بن عناق ، وقيل : هي بلقا.