للتسمية
بالحروف المعجمة معان وهي : أنها فاتحة لما هو منها ، وأنها فاصلة بينها وبين ما قبلها
، وأن التأليف الذي بعدها معجز وهو كتأليفها [١].
وموضع (المص) رفع بالابتداء ، وخبره (كِتابٌ)[٢] ، وعلى قول ابن عباس [٣] : «أنا الله
أعلم وأفصل» لا موضع له ، لأنه في موضع جملة [٤].
٢ (فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ) : نهي عن التعرض للحرج ، وفيه من البلاغة أن الحرج لو
كان مما ينهى لنهينا عنك ، فانته أنت عنه بترك التعرض له [٥] و «الفاء»
للعطف ، أي : هذا كتاب أنزلناه إليك فلا يكون بعد إنزاله
[١]ينظر البرهان
للزركشي : (١ / ١٦٧ ـ ١٧٠) ، والإتقان : (٣ / ٢٥ ـ ٣٠).
[٢]هذا قول الفراء
في معاني القرآن : ١ / ٣٦٨ ، وانظر مشكل إعراب القرآن : ١ / ٢٨١ ، وتفسير القرطبي
: ٧ / ١٦٠ ، والبحر المحيط : ٤ / ٢٦٧ ، والدر المصون : ٥ / ٢٤١.
[٣]أخرجه الطبري في
تفسيره : ١٢ / ٢٩٣ ، وابن أبي حاتم في تفسيره : ١ / ٢ (سورة الأعراف) ، والنحاس في
معاني القرآن : ١ / ٧٣ بلفظ : «أنا الله أفصل».
[٤]اختار الزجاج
هذا القول في معاني القرآن : (٢ / ٣١٣ ، ٣١٤) ، فقال : وهذه الحروف ...
في موضع جمل ، والجملة إذا
كانت ابتداء وخبرا فقط لا موضع لها. فإذا كان معنى (كهيعص) معنى الكاف كاف ،
ومعنى الهاء هاد ، ومعنى الياء والعين من عليم ، ومعنى الصاد من صدوق وكان معنى (الم) أنا أعلم ، فإنما
موضع كموضع الشيء الذي هو تأويل لها. ولا موضع في الإعراب لقولك : أنا الله أعلم ،
ولا لقولك : هو هاد ، وهو كاف ، وإنما يرتفع بعض هذا ببعض ، والجملة لا موضع لها».