responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التفسير القراني للقران نویسنده : الخطيب، عبد الكريم يونس    جلد : 1  صفحه : 137
التفسير: وهذا تذكير لبنى إسرائيل بالنعم التي ساقها الله إليهم، وأنه على قدر هذه النعم سيكون البلاء، ويكون الحساب، وقد مكر القوم بآيات الله، وكفروا بنعمته، فهم فى معرض النقمة، إن لم يرعوا حقّ الله فيما آتاهم من فضله.
وفى قوله تعالى: «وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها عَدْلٌ وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ» (123) وفى قوله سبحانه فى آية سابقة: «وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ» .
(48: البقرة) فى هاتين الآيتين نظر، حيث اختلف نظمهما على حين كان ينتظر- فى ظاهر الأمر- أن يجيئا على نسق واحد! ولكن للنظم القرآنى، ولإعجاز هذا النظم- جاء هذا الاختلاف، تقريرا للواقع، ومراعاة لمقتضى الحال، وتحقيقا للإعجاز الذي هو أمر لا انفكاك له، فى كل آية من آيات الكتاب الكريم، بل وفى كل كلمة من كلماته، وحرف من حروفه.
ففى الآية (48) يتوجه الخطاب إلى أصحاب الرّيب والشناعات من بنى إسرائيل، الذين يلبسون الحق بالباطل، ويكتمون الحق وهم يعلمون، والذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، فكان من مقتضى الحال أن يحذروا من هذا اليوم الذي يعرضون فيه على الحساب، حيث لا تجزى نفس عن نفس شيئا، وحيث يتلفت المفلسون فى هذا اليوم إلى من يجيرهم، ويمدّون أبصارهم إلى

نام کتاب : التفسير القراني للقران نویسنده : الخطيب، عبد الكريم يونس    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست