responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شعر الفتوح الاسلاميه في صدر الاسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 6
ومنشئه، ومن عالم البغي والظلم والعدوان واقتراف الآثام إلى عالم الأمن والعدل والمساواة والأخلاق الفاضلة، ومن عالم التشتت في وحدات قبلية متنابذة إلى عالم التجمع في أمة واحدة متكافلة متعاونة يشد بعضها بعضًا كالبنيان المرصوص.
وطبيعي أن يترك ذلك كله آثارًا بعيدة في نفوس العرب، وأن يدفعهم إلى أنحاء جديدة من الإحساس والشعور والتفكير، إلا أن تكون عوائق تصدت لهم وصرفتهم عن الإسلام ودعوته وهداه، وهو ما لم يحدث، إنما الذي حدث أنهم آمنوا به أخلص الإيمان وأصدقه، وقاموا دونه يحمونه بسيوفهم وأرواحهم، حتى إذا أضاءت أقباسه في جميع أرجاء الجزيرة حملوها إلى أقطار الأرض في الشرق والشمال والغرب.
ليس من شك إذن في أن العرب قد تأثروا بالإسلام تأثرًا عميقًا، يستوي في ذلك الشعراء وغير الشعراء، وما كان الشعراء ليحرموا هذا التأثر، وهم يمتازون بدقة الحس ورقة الشعور وبتهيئهم دائمًا لتلقي الانطباعات من عصورهم وبيئاتهم. وكأنما غابت كل هذه الحقائق عن كثرة الباحثين في أدبنا العربي، فإذا هم يرددون أن روحانية الدين الحنيف لا تظهر في شعر صدر الإسلام ظهورًا بينًا، وهو ترديد مرده -في رأينا- إلى أنهم لم يطلعوا إطلاعًا كافيًا على مادة هذا الشعر ولا أحاطوا بها إحاطة دقيقة.
وقد رأى السيد النعمان القاضي أن يدرس جانبًا من هذه المادة الغزيرة، محاولًا أن يكشف فيه عن التأثيرات الإسلامية التي لم يتبينها هؤلاء الباحثون، واختار شعر الفتوح الإسلامية موضوعًا لدرسه، ومضى يستقصيه في مظانه الكثيرة من أدبية وتاريخية وجغرافية، باذلًا في ذلك كل ما يملك من قوة وجهد ووقت، غير حافل بعناء ولا بمشقة، حتى إذا استقصاه استقصاء دقيقًا أخذ يخضعه للدرس العلمي المنظم، واضعًا بين يديه تاريخ الفتوح ووقائعها الكثيرة، ونافذًا إلى تذوق الشعر ونقده وتحليله ورسم شخصيات الشعراء رسمًا دقيقًا، وكان كثير منها مجهولًا لمؤرخي الأدب العربي أو كالمجهول.
وقد استهل البحث بدراسة مفصلة للفتوح في صدر الإسلام، وما تطاير في وقائعها من أشعار كثيرة، مقارنًا بين ما نظم منه في مختلف الميادين، شرقية
نام کتاب : شعر الفتوح الاسلاميه في صدر الاسلام نویسنده : النعمان عبد المتعال القاضي    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست