responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 99

خلافة عبد اللّه بن الزبير رضي اللّه تعالى عنهما و هو السادس فخلع و قتل كما سيأتي‌

قد تقدم، أن معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، خلع نفسه من الخلافة، فكيف يكون ابن الزبير رضي اللّه عنهما سادسا؟و سبق قبل ذلك أن الحسن رضى اللّه عنه خلع من الخلافة أيضا. فعلى هذا الحال لا يستقيم أن يكون ابن الزبير رضي اللّه عنهما سادسا، و بويع له يعني ابن الزبير رضي اللّه عنهما، بالخلافة بمكة لسبع بقين من رجب سنة أربع و ستين في أيام يزيد بن معاوية كما تقدم، و بايعه أهل العراق و أهل مصر و بعض أهل الشام، إلى أن بايعوا المروان بعد حروب، و استمر له العراق إلى سنة إحدى و سبعين، و هي التي قتل فيها عبد الملك بن مروان أخاه مصعب بن الزبير، و هدم قصر الإمارة بالكوفة. سبب هدمه أنه جلس و وضع رأس مصعب بين يديه، فقال له عبد الملك بن عمير: يا أمير المؤمنين، جلست أنا و عبيد اللّه بن زياد في هذا المجلس، و رأس الحسين بين يديه، ثم جلست أنا و المختار بن أبي عبيد فإذا رأس عبيد اللّه بن زياد بيت يديه، ثم جلست أنا و مصعب هذا فإذا رأس المختار بين يديه، ثم جلست مع أمير المؤمنين فإذا رأس مصعب بين يديه. و إني أعيذ أمير المؤمنين باللّه من شر هذا المجلس، فارتعد عبد الملك، و قام من فوره، و أمر بهدم القصر.

و كان مصعب شجاعا جوادا حسن الوجه، كالقمر ليلة البدر، رحمه اللّه تعالى. و لما قتل مصعب انهزم أصحابه، فاستدعى بهم عبد الملك بن مروان، فبايعوه و سار إلى الكوفة و دخلها، و استقر له الأمر بالعراق و الشام و مصر. ثم جهز الحجاج سنة ثلاث و سبعين، إلى عبد اللّه بن الزبير رضي اللّه تعالى عنهما، فحصره بمكة و رمى البيت بالمنجنيق، ثم ظفر به فقتله، و احتز الحجاج رأسه و صلبه منكسا. ثم أنزله و دفنه في مقابر اليهود، و قيل إن الحجاج قال: لا أنزله حتى تتشفع فيه أمه أسماء، فتم على تلك الحال مدة، فمرت به أمه يوما فقالت: أ ما آن لهذا الفارس أن يترجل! فبلغ الحجاج ذلك، فأمر بإنزاله، و أن يعطى لأمه أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي اللّه تعالى عنهم، فاخذته و دفنته. و سيأتي ذكر قتله أيضا في باب الشين المعجمة في لفظ الشاة. و كانت خلافته رضي اللّه تعالى عنه بالحجاز و العراق تسع سنين و اثنين و عشرين يوما قتل رضي اللّه تعالى عنه و له من العمر ثلاث و سبعون سنة و قيل اثنتان و سبعون سنة.

خلافة الوليد بن عبد الملك‌

ثم قام بالأمر بعد عبد الملك بن مروان ابنه الوليد. فإنه كان ولي عهده، و كان دميما سائل الأنف، يختال في مشيته، قليل العلم. و كان يختم القرآن في ثلاث ليال، قال إبراهيم بن أبي عبلة: كان يختم في رمضان سبع عشرة مرة، و كان يعطيني أكياس الدراهم، أقسمها في الصالحين و عن الوليد قال: لو لا أن اللّه عزّ و جلّ ذكر اللواط في كتابه ما ظننت أن أحدا يفعله.

بويع له بالخلافة يوم توفي والده، و لم يدخل المنزل، حتى صعد المنبر فقال: الحمد للّه إنا للّه و إنا إليه راجعون، و اللّه المستعان على مصيبتنا بأمير المؤمنين، و الحمد للّه على ما أنعم به علينا من الخلافة، قوموا فبايعوا.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست