responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 489

الباقلا إذا عتق في موضع استحال كله ذبابا، و طار من الكوى التي في ذلك الموضع و لا يبقى فيه غير القشر انتهى. روى الحاكم عن النعمان بن بشير رضي اللّه تعالى عنه أنه قال، و هو على المنبر:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول: «ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا مثل الذباب تمور في جوها، فاللّه اللّه في اخوانكم من أهل القبور، فإن أعمالكم تعرض عليهم» . و معنى تمور تذهب و تجي‌ء، و الجوّ ما بين السماء و الأرض. و في مسند أبي يعلى الموصلي، من حديث أنس رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم، قال: «عمر الذباب أربعون ليلة، و الذباب كله في النار، إلا النحل‌ [1] . و هو في الكامل في ترجمة عمرو بن شقيق عن مجاهد عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، أنه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم:

«الذباب كله في النار إلا النحل. قيل كونه في النار ليس بعذاب له، و إنما ليعذب به أهل النار بوقوعه عليهم» [2] . و روى النسائي و الحاكم عن أبي المليح عن أبيه أسامة بن عمير بن عامر الأقيش الهذلي البصري قال: كنت رديف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعثر بعيرنا فقلت: تعس الشيطان.

فقال صلى اللّه عليه و سلم: «لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت، و يقول: بقوتي، و لكن قل بسم اللّه فإنه يصغر حتى يصير مثل الذبابة» [3] . و رواه أبو داود عن أبي المليح عن رجل قال:

كنت رديف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فعثرت دابته فقلت: الخ و رواه ابن السني كما رواه النسائي و الحاكم، و صرح فيه بأن أبا المليح رواه عن أبيه أسامة بن مالك. و كلتا الروايتين صحيحة فإن الرجل المجهول في رواية أبي داود صحابي و الصحابة كلهم عدول، لا تضر الجهالة بأعيانهم. و قال الإمام العلامة الذهبي: الرجل المجهول المبهم أبو عزة. و رواه خالد الحذاء عن أبي تميمة الهجيمي عن أبيه خالد قال: كنت رديفا للنبي صلى اللّه عليه و سلم، فعثرت الناقة، فقال إلى آخره. كذا هو في أسد الغاية، في ذكر المنسوبين إلى القبائل. و أما قوله: تعس، فقيل: معناه هلك، و قيل: سقط و قيل: عثر، و قيل لزمه الشر. و تعس بفتح العين و كسرها و الفتح أشهر، و لم يذكر الجوهري غير الفتح. و روى الطبراني و ابن أبي الدنيا، من حديث أبي أمامة رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال: «و كل بالمؤمن مائة و ستون ملكا يذبون عنه ما لم يقدر عليه، فمن ذلك سبعة أملاك يذبون عنه كما يذب عن قصعة العسل الذباب، في اليوم الصائف و لو بدوا لكم لرأيتموهم على كل سهل و جبل كل باسط يديه فاغر فاه، و لو وكل العبد إلى نفسه طرفة عين لاختطفته الشياطين» . و العرب تجعل الذباب و الفراش و النحل و الدبر و نحوها كلها واحدا كما تقدم. و جالينوس يقول: إنه ألوان فللإبل ذباب، و للبقر ذباب.

و أصله دود صغار يخرج من أبدانهن فيصير ذبابا و زنابير. و ذباب الناس يتولد من الزبل و يكثر الذباب إذا هاجت ريح الجنوب و يخلق في تلك الساعة، و إذا هبت ريح الشمال خف و تلاشى.

و هو من ذوات الخراطيم كالبعوض. انتهى. و من عجيب أمره أنه يلقي رجيعه على الأبيض أسود، و على الأسود أبيض، و لا يقع على شجرة اليقطين. و لذلك أنبتها اللّه على نبيه يونس عليه الصلاة و السلام، لأنه حين اخرج من بطن الحوت لو وقعت عليه ذبابة لآلمته فمنع اللّه عنه الذباب بذلك، فلم يزل كذلك حتى تصلب جسمه. و لا يظهر كثيرا إلا في الأماكن العفنة، و مبدأ خلقه


[1] الكامل لابن عدي: 5/1701.

[2] رواه أبو داود في الأدب: 77. و ابن حنبل: 5/59.

[3] في الكامل لابن عدي « وكل به سبعون ملكا... » من حديث أبي هريرة: 2/690.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست