responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 487

رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين. و صحب عليا رضي اللّه عنه، و شهد معه وقعة صفين، و هو بصري، و كان من أكمل الرجال رأيا، و أسدهم عقلا، و يعد من الشعراء و المحدثين و البخلاء و الفرسان و البخر و العرج و المفاليج و النحويين. و هو أول من وضع النحو، فقيل: إن عليا رضي اللّه تعالى عنه، وضع له: الكلام كله ثلاثة أضرب: اسم و فعل و حرف، ثم دفعه إليه، و قال له: تمم على هذا و سمي النحو نحوا، لأن أبا الأسود قال: استأذنت على علي بن أبي طالب، رضي اللّه تعالى عنه، في أن أضع نحو ما وضع، فسمي لذلك نحوا. و هو القائل لبنيه: لا تجاودوا اللّه عز و جل، فإنه أجود و أمجد، و لو شاء أن يوسع على الناس كلهم لفعل، فلا تجهدوا أنفسكم في التوسعة على الناس فتهلكوا هزالا. و هو صاحب نوادر، فمنها: أنه سمع رجلا يقول: من يعشي الجائع؟فدعاه و عشاه، فلما ذهب السائل ليخرج، قال له: هيهات إنما أطعمتك على أن لا تؤذي المسلمين الليلة. ثم وضع رجله في الأدهم حتى أصبح. و الأدهم القيد. و منها أنه قال له رجل: إنك ظرف علم، و وعاء حلم، غير أنك بخيل. فقال: لا خير في ظرف لا يمسك ما فيه.

و منها أنه اشترى حصانا بتسعة دنانير، و اجتاز به على رجل أعور، فقال: بكم اشتريته؟فقال:

قومه. فقال: قيمته أربعة دنانير و نصف. فقال: معذور أنت لأنك نظرته بعين واحدة فقومته بنصف قيمته، و لو نظرته بالعين الأخرى، لو كانت صحيحة، لقومته ببقية القيمة. و مضى إلى داره و نام، فلما استيقظ سمعه يقضم، فقال: ما هذا؟قالوا: الفرس يأكل شعيره، فقال: لا أترك في مالي من أنام و هو يمحقه و يتلفه، و لا أترك إلا ما يزيده و ينميه فباعه و اشترى بثمنه أرضا للزراعة.

و منها أن جيرانه بالبصرة، كانوا يخالفونه في الاعتقاد و يؤذونه و يرجمونه في الليل بالحجارة، و يقولون له: إنما يرجمك اللّه تعالى فيقول لهم: كذبتم لو رجمني اللّه لأصابني و أنتم ترجموني فلا يصيبني. ثم باع الدار. فقيل له: بعت دارك؟فقال: بل بعت جاري فأرسلها مثلا. و هذا عكس ما جرى لأبي الجهم العدوي، فإنه باع داره بمائة ألف درهم، ثم قال: بكم تشترون جوار سعيد [1] بن العاص؟فقالوا: و هل يشترى جوار قط؟قال: ردوا علي داري، و خذوا دراهمكم، و اللّه لا أدع جوار رجل إن فقدت سأل عني، و إن رآني رحّب بي، و إن غبت حفظني، و إن شهدت قربني، و إن سألته أعطاني، و إن لم أسأله ابتدأني، و إن نابتني جائحة فرج عني. فبلغ ذلك سعيدا فبعث إليه بمائة ألف درهم. و منها أنه دخل على معاوية رضي اللّه تعالى عنه يوما فبينما هو يخاطبه إذا ضرط أبو الأسود، فضحك معاوية فقال له: يا أمير المؤمنين لا تخبر بها أحدا، فلما خرج من عنده، دخل عمرو بن العاص، فأخبره معاوية بما كان من أبي الأسود، فلما رآه عمرو قال له:

يا أبا الأسود ضرطت بين يدي أمير المؤمنين؟فلما دخل على معاوية قال له: أ لم أسألك أن لا تخبر بها أحدا؟فقال له معاوية: ما علم بها إلا عمرو، فقال: اياه كنت أحذر، و لكن فأنت لا تصلح للخلافة!قال: كيف؟قال: إذا لم تكن لك أمانة على ضرطة فكيف تؤمن على أموال المسلمين و دمائهم؟فضحك معاوية و وصله. و منها أنه قيل له: هل شهد معاوية بدرا؟قال: نعم. لكن من ذلك الجانب. و كان أبو الأسود يعلم أولاد زياد ابن أبيه، والي العراقين فخاصمته امرأته إلى زياد في ولدها، و قالت: إنه يريد أن يغلبني على ولدي، و قد كان بطني له وعاء، و ثديي له سقاء،


[1] سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، الأموي القرشي، صحابي توفي سنة 59 هـ-.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 487
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست