responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 457

خشرم دبر لسلكتموه» [1] و الخشرم مأوى النحل. و في الفائق أن سكينة بنت الحسين رضي اللّه تعالى عنهما، جاءت إلى أمها الرباب و هي صغيرة تبكي، فقالت: ما بك؟قالت: مرت بي دبيرة، فلسعتني بأبيرة أرادت تصغير دبرة و هي النحلة سميت بذلك لتدبيرها في عمل العسل.

الدبسي:

بفتح الدال المهملة و كسر السين المهملة، و يقال له أيضا الدبسي، بضم الدال طائر صغير منسوب إلى دبس الرطب لأنهم يغيرون في النسب كالدهري و السهلي و الفامي بائع الفوم، و القياس فومي. و الأدبس من الطير و الخيل، الذي في لونه غبرة بين السواد و الحمرة. و هذا النوع قسم من الحمام البري و هو أصناف مصري و حجازي و عراقي، و هي متقاربة لكن أفخرها المصري. و لونه الدكنة و قيل: هو ذكر اليمام. قال الجاحظ: قال صاحب منطق الطير: يقال في الحمام الوحشي من القماري و الفواخت، و ما أشبه ذلك: دباسي و يقال: هدل يهدل هديلا، إذا صاح فإذا طرب قيل: غرد يغرد تغريدا و التغريد يكون أيضا للإنسان، و أصله من الطير، و بعضهم يزعم أن الهديل من أسماء الحمامة الذكر قال الراجز [2] :

كهداهد كسر الرماة جناحه # يدعو بقارعة الطريق هديلا

و سيأتي إن شاء اللّه تعالى ذكر الهديل في باب الهاء. روى الإمام أحمد و الطبراني و رجال المسند رجال الصحيح عن يحيى بن عمارة عن جده حنش، قال: دخلت الأسواق، فأخذت دبسيتين و أمهما ترفرف عليهما، و أنا أريد أن أذبحهما قال: فدخل علي أبو حنش فأخذ متيخة فضربني بها و قال: أ لم تعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حرم ما بين لابتي المدينة. المتيخة أصل جريد النخل و أصل العرجون و الأسواف، سيأتي إن شاء اللّه تعالى ذكره في النهاس أيضا في باب النون. و في الموطأ عن عبد اللّه بن أبي بكر أن أبا طلحة الأنصاري رضي اللّه تعالى عنه كان يصلي في حائط له، فطار دبسي فأعجبه، و هو طائر في الشجر يلتمس مخرجا، فأتبعه بصره ساعة و هو في صلاته، فلم يدركم صلى فذكر للنبي صلى اللّه عليه و سلم ما أصابه من الفتنة. ثم قال: يا رسول اللّه هو صدقة فضعه حيث شئت، قال مالك: و عن عبد اللّه بن أبي بكر أن رجلا من الأنصار، كان يصلي في حائط له بالقف في زمن التمر و النخل، قد ذللت فهي مطوقة بثمرها فنظر إليها فأعجبه ما رأى من ثمرها، ثم رجع إلى صلاته فإذا هو لا يدري كم صلى. فقال لقد أصابتني في مالي هذا فتنة. فجاء عثمان بن عفان رضي اللّه تعالى عنه، و هو يومئذ خليفة فذكر له ذلك و قال: هو صدقة فاجعله في سبيل الخير فباعه عثمان بن عفان رضي اللّه تعالى عنه بخمسين ألفا فسمى ذلك الحائط الخمسون و القف واد من أودية المدينة. و كان ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما لا يعجبه شي‌ء من ماله إلا خرج عنه للّه تعالى، و كان رقيقه يعرفون منه ذلك فربما لزم أحدهم المسجد، فإذا رآه ابن عمر رضي اللّه تعالى عنهما، على تلك الحالة الحسنة عتقه، فيقول له أصحابه: إنهم يخدعونك فيقول: من خدعنا باللّه تعالى، انخدعنا له. و طلب منه خادم بثلاثين ألفا، فقال: أخاف أن تفتني دراهم ابن عامر، و كان


[1] رواه البخاري أنبياء: 50. و فيه: حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه.

[2] هو الراعي النميري، و البيت في الحيوان للجاحظ: 3/243.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست