responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 438

ابتداء الخلق يوم الأحد، كما يقوله المؤرخون و أهل الكتاب، و هو المشهور عند أكثر الناس، و أما في اليوم السابع فهو خارج عن الأيام الستة كما يقتضيه الحديث، الذي أشرنا إليه فيما سبق الذي في صحيح مسلم، الذي صدره إن اللّه تعالى خلق التربة يوم السبت، و إن كان فيه كلام. و أما تأخر خلق آدم عليه السلام، فلا كلام فيه فثبت بهذا أن خلق الخيل قبل خلق آدم عليه السلام، و هي من جملة المخلوقات في الأيام الستة لا كما يقوله بعض الجهلة الكفرة. و يروي فيه أحاديث موضوعة لا تصدر إلا عن اسخف المجانين لا حاجة بنا إلى ذكرها. و من الآيات قوله‌ [1] تعالى:

وَ عَلَّمَ آدَمَ اَلْأَسْمََاءَ كُلَّهََا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى اَلْمَلاََئِكَةِ فَقََالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمََاءِ هََؤُلاََءِ إِنْ كُنْتُمْ صََادِقِينَ `قََالُوا سُبْحََانَكَ لاََ عِلْمَ لَنََا إِلاََّ مََا عَلَّمْتَنََا إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَلِيمُ اَلْحَكِيمُ `قََالَ يََا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمََائِهِمْ فَلَمََّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمََائِهِمْ قََالَ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ أَعْلَمُ مََا تُبْدُونَ وَ مََا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ وجه الاستدلال بهذه الآية أن الأسماء كلها إما أن يراد بها نفس الأسماء أو صفات المسميات، و منافعها و على كلا التقديرين المسميات موجودة في ذلك الوقت للإشارة إليها بقوله:

هؤلاء. و من جملة المسميات الخيل، فلتكن موجودة حينئذ. و الأسماء عام بالألف و اللام مؤكدة بقوله تعالى: كُلَّهََا* فتقوى العموم فيه. و المسميات لا بد من إرادتها بقوله تعالى: ثُمَّ عَرَضَهُمْ و قوله تعالى: بِأَسْمََائِهِمْ* فهذا دليل قاطع في ذلك. و العموم شامل للخيل فمن رأى دلالة العموم قطيعة، يقطع بدخولها و من لا يرى ذلك يستدل به فيه كما يستدل بسائر الأدلة الشرعية. و من الآيات قوله تعالى في سورة الم `تَنْزِيلُ اللّه اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ مََا بَيْنَهُمََا فِي سِتَّةِ أَيََّامٍ ثُمَّ اِسْتَوى‌ََ عَلَى اَلْعَرْشِ* [2] وجه الاستدلال اقتضاؤها خلق ما بينهما في الستة، و قد قلنا إن خلق آدم عليه السلام خارج عن الأيام الستة بعدها أو حاصل في آخرها بعد خلق غيره كما سبق و في الآيات قوله‌ [3] تعالى في سورة ق‌ وَ لَقَدْ خَلَقْنَا اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ مََا بَيْنَهُمََا فِي سِتَّةِ أَيََّامٍ وَ مََا مَسَّنََا مِنْ لُغُوبٍ وجه الاستدلال بها ما قد مناه فيما قبلها، فهذه أربع آيات تدل على ذلك فيها كفاية. و قد جاء عن وهب بن منبه في الاسرائيليات، أن الخيل خلقت من ريح الجنوب و ذلك لا ينافي ما قلناه، و لا تلتزم صحته، لأنا لا نصحح إلا ما صح لنا، عن اللّه تعالى و رسوله صلى اللّه عليه و سلم. و قد جاء عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن الخيل، كانت وحوشا و أن اللّه تعالى ذللها لإسماعيل عليه الصلاة و السلام. و ذلك لا ينافي ما قلناه، فقد تكون مخلوقة من قبل آدم عليه السلام، و استمرت على وحشيتها إلى عهد إسماعيل عليه السلام. أو كانت تركب في وقت، ثم توحشت ثم ذللت لإسماعيل عليه السلام. و ليس في ذلك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم و لا عن الصحابة دليل، فالمعتمد ما قلناه من دلالة القرآن و الذي قيل من أن إسماعيل عليه السلام أول من ركبها أمر مشهور و لكن اسناده ليس صحيحا حتى نلتزمه. و قد قلنا إنا لا نلتزم إلا ما صح عن اللّه تعالى و رسوله صلى اللّه عليه و سلم. و في تفسير القرطبي من رواية الترمذي الحكيم، عن ابن عباس رضي اللّه تعالى عنهما قال: لما أذن اللّه تعالى لإبراهيم و إسماعيل عليهما الصلاة و السلام برفع القواعد، قال اللّه تبارك و تعالى إني معطيكما كنزا ادخرته لكما. ثم أوحى اللّه إلى إسماعيل عليه السلام، أن اخرج إلى أجياد فادع يأتك الكنز، فخرج إلى أجياد و لا يدري ما الدعاء و لا الكنز


[1] سورة البقرة: الآية 31-33.

[2] سورة السجدة: الآية 1-4.

[3] سورة ق: الآية 38.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 438
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست