responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 424

و كنية الخنزير أبو جهم و أبو زرعة و أبو دلف و أبو عتبة و أبو علية و أبو قادم، و هو يشترك بين البهيمية و السبعية، فالذي فيه من السبع الناب و أكل الجيف، و الذي فيه من البهيمية الظلف و أكل العشب و العلف، و هذا النوع يوصف بالشبق، حتى إن الأنثى منه يركبها الذكر و هي ترتع، فربما قطعت أميالا و هو على ظهرها، و يرى أثر ستة أرجل، فمن لا يعرف ذلك يظن أن في الدواب ماله ستة أرجل. و الذكر من هذا النوع يطرد الذكور عن الإناث، و ربما قتل أحدهما صاحبه، و ربما هلكا جميعا. و إذا كان زمن هيجان الخنازير، طأطأت رءوسها، و حركت أذنابها، و تغيرت أصواتها. و تضع الخنزيرة عشرين خنوصا، و تحمل من نزوة واحدة، و الذكر ينزو إذا تمت له ثمانية أشهر، و الأنثى تضع إذا مضى لها ستة أشهر. و في بعض البلاد ينزو الخنزير إذا تمت له أربعة أشهر، و الأنثى تحمل جراءها و تربيها، إذا تمت لها ستة أشهر أو سبعة. و إذا بلغت الأنثى خمس عشرة سنة لا تلد. و هذا الجنس أنسل الحيوان، و الذكر أقوى الفحول على السفاد و أطولها مكثا فيه، يقال: إنه ليس لشي‌ء من ذوات الأنياب و الأذناب، ما للخنزير من القوة في نابه، حتى إنه يضرب بنابه صاحب السيف و الرمح، فيقطع كل ما لاقى من جسده من عظم و عصب، و ربما طال ناباه فيلتقيان فيموت عند ذلك جوعا لأنهما يمنعانه من الأكل. و هو متى عض كلبا سقط شعر الكلب. و هو إذا كان وحشيا ثم تأهل، لا يقبل التأديب. و يأكل الحيات أكلا ذريعا، و لا يؤثر فيه سمومها، و هو أروغ من الثعلب، و إذا جاع ثلاثة أيام ثم أكل سمن في يومين، و هكذا تفعل النصارى بالخنازير في الروم يجيعونها ثلاثة أيام، ثم يطعمونها يومين لتسمن. و إذا مرض أكل السرطان فيزول مرضه. و إذا ربط على حمار ربطا محكما، ثم بال الحمار مات الخنزير.

و من عجيب أمره:

أنه إذا قلعت إحدى عينيه مات سريعا، و فيه من الشبه بالإنسان أنه ليس له جلد يسلخ إلا أن يقطع بما تحته من اللحم و روى الخباري و مسلم و غيرهما عن أبي هريرة رضي اللّه تعالى عنه أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال‌ [1] : «و الذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم عليه السلام حكما مقسطا، فيكسر الصليب، و يقتل الخنزير، و يضع الجزية، و يفيض المال حتى لا يقبله أحد» . و في رواية «يهلك في زمانه الملل كلها إلا الإسلام، و يهلك الدجال، و يمكث في الأرض أربعين سنة ثم يتوفاه اللّه فيصلي عليه المسلمون» . و هذا الحديث رواه أبو داود في آخر سننه في كتاب الملاحم مطوّلا قال الخطابي: و في قوله: «و يقتل الخنزير» دليل على وجوب قتل الخنازير، و بيان أن أعيانها نجسة، و ذلك أن عيسى عليه السلام إنما ينزل في آخر الزمان و شريعة الإسلام باقية و قوله: «و يضع الجزية» معناه أنه يضعها عن النصارى و اليهود و أهل الكتاب، و يحملهم على الإسلام فلا يقبل منهم غير دين الحق. فذلك معنى وضعها. و في أواخر الموطأ عن يحيى بن سعيد أن عيسى ابن مريم عليه الصلاة و السلام لقي خنزيرا على الطريق، فقال له:

اذهب بسلام، فقيل له: أ تقول هذا الخنزير؟فقال عيسى عليه الصلاة و السلام: إني أخاف أن أعود لساني النطق بالسوء.


[1] رواه البخاري في المظالم: 31، و البيوع: 102، و الأنبياء: 49. و رواه مسلم في الإيمان 242-243. و رواه أبو داود في الملاحم: 14، و الترمذي في الفتن: 54، و ابن ماجة في الفتن: 33، و أحمد: 2/240.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 424
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست