responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 327

فقالت لها عائشة رضي اللّه تعالى عنها: ما هذا البيت الذي أسمعه منك: فقالت شهدت عروسا لنا تجلى، إذ دخلت مغتسلا لنا و عليها وشاح، فوضعته فجاءت الحديا فأبصرت حمرته فأخذته، ففقدوا الوشاح فاتهموني به ففتشوني حتى قبلي فدعوت اللّه أن يبرئني «فجاءت الحديا بالوشاح حتى ألقته بينهم» [1] . كذا قيده الأصيلي الحديا على وزن الثريا. و روي من طريق الصاغاني و غيره: الحدياة بغير همزة و الحديئة بالهمز. و في رواية فرفعت رأسي و قلت يا غياث المستغيثين فما أتممتهن، حتى جاء غراب فرمى الوشاح، أو قالت فألقى الوشاح بيننا فلو رأيتني يا أم المؤمنين و هن حولي يقلن: اجعلينا في حل، فنظمت ذلك في بيت، فأنا أنشده لئلا أنسى النعمة فأترك شكرها. و روى الحافظ النسفي في كتاب فضائل الأعمال بإسناده إلى حماد بن سلمة، أن عاصم بن أبي النجود، شيخ القراء، في زمانه قال: أصابتني خصاصة [2] فجئت إلى بعض إخواني فأخبرته بأمري فرأيت في وجهه الكراهة، فخرجت من منزله إلى الجبانة فصليت ما شاء اللّه، ثم وضعت وجهي على الأرض، و قلت: يا مسبب الأسباب، يا مفتح الأبواب، يا سامع الأصوات، يا مجيب الدعوات، يا قاضي الحاجات اكفني بحلالك عن حرامك، و أغنني بفضلك عمن سواك. قال: فو اللّه ما رفعت رأسي حتى سمعت وقعة بقربي فرفعت رأسي فإذا حدأة طرحت كيسا أحمر فأخذت الكيس فإذا فيه ثمانون دينارا جوهرة ملفوفة في قطنة مندوفة. قال: فبعت الجوهرة بمال عظيم و فضلت الدنانير فاشتريت بها عقارا و حمدت اللّه على ذلك انتهى. و حكى القشيري في الرسالة، في آخر باب كرامات الأولياء، عن شبل المروزي أنه اشترى لحما بنصف درهم فاستلبته منه حدأة فدخل شبل مسجدا يصلي فيه، فلما رجع إلى منزله قدمت له زوجته لحما، فقال لها من أين لكم هذا؟فقالت: تنازع حدأتان فسقط هذا منهما!فقال شبل: الحمد للّه الذي لم ينس شبلا، و إن كان شبل ينساه. و في كتاب المجالسة للدينوري، في الجزء الثالث، عن عثمان بن عفان رضي اللّه تعالى عنه، قال: كان سعد بن أبي وقاص بين يديه لحم، فجاءت حدأة فأخذته فدعا عليها سعد فاعترض عظم في حلقها فوقعت ميتة انتهى. و روينا بالسند الصحيح أن الشيخ عبد القادر الجيلي قدس اللّه روحه، جلس يوما يعظ الناس، و كانت الريح عاصفة، فمرت على مجلسه حدأة طائرة، فصاحت فوشوشت على الحاضرين ما هم فيه، فقال الشيخ: يا ريح خذي رأس هذه الحدأة فوقعت لوقتها في ناحية و رأسها في ناحية فنزل الشيخ عن الكرسي و أخذها بيده، و أمر يده الأخرى عليها. و قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم فحييت و طارت و الناس يشاهدون ذلك.

الحكم:

يحرم أكلها لأنها من الفواسق الخمس المأمور بقتلها. قال الخطابي: المراد بفسقها تحريم أكلها. و سيأتي إن شاء اللّه تعالى في باب الفاء في لفظ الفأر بيان ذلك. و في الصحيحين من حديث ابن عمر و عائشة و حفصة رضي اللّه تعالى عنهم أجمعين، أن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال‌ [3] : «خمس


[1] رواه البخاري في مناقب الأنصار: 26.

[2] الخصاصة: الفقر.

[3] رواه مسلم في الحج: 67، 68، 69. و النسائي في المناسك 113، 114، 118، 119. و ابن ماجة في المناسك: 91، و في الموطأ: حج 90، و أحمد: 6/33-87-97-122-164-259.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست