نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري جلد : 1 صفحه : 258
الطاعون إلى النجف، فكان إذا قام يصلي يجيء ثعلب، فيقف تجاهه و يحاكيه، و يخيل بين يديه، و يشغله عن صلاته، فلما طال ذلك عليه نزع قميصه فجعله على قصبة، و أخرج كميه و جعل قلنسوته عليها.
فأقبل الثعلب فوقف بين يديه على عادته فأتاه شريح من خلفه و أخذه بغتة فلذلك يقال: «سريح أدهى من الثعلب و أحيل» . و يقال: ضغا الثعلب و السنو يضغو ضغوا و ضغاء، أي صاح و كذلك صوت كل ذليل مقهور. و يقال للإمام العلامة أبي منصور عبد الملك [1] بن محمد النيسابوري، رأس المؤلفين، و إمام المصنفين صاحب التصانيف الفائقة، و الآداب الرائقة، كثمار القلوب، وفقه اللغة، و يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، و غير ذلك من التصانيف، الثعالبي منسوب إلى خياطة جلود الثعالب لأنه كان فراء، و يتيمة الدهر أكبر كتبه و أحسنها، و فيها يقول أبو الفتح نصر اللّه بن قلاقس الإسكندراني [2] :
أبيات أشعار اليتيمة # أبكار أفكار قديمة
ماتوا و عاشت بعدهم # فلذاك سميت اليتيمة
و من شعر أبي منصور الثعالبي:
يا سيدا بالمكرمات ارتدى # و انتعل العيوق و الفرقدا
مالك لا تجري على مقتضى # مودة طال عليها المدى
إن غبت لم أطلب و هذا سليمـ # ان بن داود نبي الهدى
تفقد الطير على شغله # فقال ما لي لا أرى الهدهدا
و له في غلام مسافر:
فديت مسافرا ركب الفيافي # فأثر في محاسنه السفار
فمسك ورد خديه السواقي # و غبر مسك صدغيه الغبار
توفي سنة تسع و عشرين و قيل سنة ثلاثين و أربعمائة.
الحكم:
نص إمامنا الشافعي رحمه اللّه، على حل أكله. و قال ابن الصلاح: ليس في حله حديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و في تحريمه حديثان في إسنادهما ضعف و اعتمد الشافعي في ذلك على عادة العرب في أكله فيندرج في عموم قوله [3] تعالى: قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ اَلطَّيِّبََاتُ و بحله قال طاوس و عطاء و غيره و نقل في فوائد رحلته عن أبي سعيد الدارمي، الإمام في الحديث و الفقه تلميذ البويطي رحمه اللّه أن الثعلب حرام. و كره أبو حنيفة و مالك أكله و أكثر الروايات عن أحمد تحريمه لأنه سبع.