responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 188

يا من يرى مد البعوض جناحها # في ظلمة الليل البهيم الأليل

و يرى مناط عروقها في نحرها # و المخ في تلك العظام النحل‌ [1]

امنن علي بتوبة تمحو بها # ما كان مني في الزمان الأول‌ [2]

و نقل ابن خلكان عن بعض الفضلاء، أن الزمخشري أوصى أن تكتب هذه الأبيات على قبره. و يروي عوض امنن علي بتوبة كما قال بعضهم:

اغفر لعبد تاب من فرطاته # ما كان منه في الزمان الأول‌

و في تاريخ‌ [3] ابن خلكان و غيره أن الزمخشري كان يعتقد الاعتزال و يتظاهر به، و كان إذا استأذن على صاحب له بالدخول، يقول: أبو القاسم المعتزلي بالباب. و أول ما صنف من الكتب الكشاف فكتب في أول خطبته: الحمد للّه الذي خلق القرآن فقيل له: إن تركته على هذه الهيئة، هجره الناس فغيره، و قال: الحمد للّه الذي جعل القرآن و جعل عندهم بمعنى خلق. و يوجد في كثير من النسخ الحمد للّه الذي أنزل القرآن و هو من إصلاح الناس لا من إصلاح المصنف فافهم. توفي الزمخشري ليلة عرفة سنة ثمان و ثلاثين و خمسمائة و قد تكلم في الإحياء في باب المحبة على خلق البعوضة و صفتها و ما أودعه اللّه تعالى فيها من الأسرار.

فائدة:

رأيت في كتاب الدعاء للشيخ الإمام العلامة أبي بكر محمد بن الوليد الفهري الطرطوشي‌ [4] ، و يعرف بابن أبي رنده بالراء المهملة المفتوحة و تسكين النون، و هو إمام ورع أديب متقلل، وفاته بالإسكندرية سنة اثنتين و خمسمائة، عن مطرف بن عبد اللّه بن أبي مصعب المدني أنه قال: دخلت على المنصور فوجدته مغموما حزينا قد امتنع من الكلام، لفقد بعض أحبته فقال لي: يا مطرف طرقني من الهم ما لا يكشفه إلا اللّه الذي بلا به، فهل من دعاء أدعو به عسى يكشفه اللّه عني؟فقلت: يا أمير المؤمنين حدثني محمد بن ثابت عن عمر بن ثابت البصري قال:

دخلت في أذن رجل من أهل البصرة بعوضة حتى وصلت إلى صماخه فأنصبته و أسهرته ليله و نهاره، فقال له رجل من أصحاب الحسن البصري: يا هذا ادع بدعاء العلاء بن الحضرمي صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الذي دعا به في المفازة و في البحر فخلصه اللّه تعالى. فقال له الرجل: و ما هو رحمك اللّه؟فقال قال أبو هريرة رضي اللّه تعالى عنه: بعث العلاء بن الحضرمي في جيش، كنت فيهم، إلى البحرين فسلكنا مفازة فعطشنا عطشا شديدا حتى خفنا الهلاك، فنزل العلاء و صلى ركعتين ثم قال: يا حليم يا عليم يا علي يا عظيم اسقنا، فجاءت سحابة كأنها جناح طائر، فقعقعت علينا و أمطرتنا حتى ملأنا الآنية، و سقينا الركاب ثم انطلقنا حتى أتينا على خليج من البحر، ما خيض قبل ذلك اليوم، و لا خيض بعده، فلم نجد سفنا فصلى العلاء ركعتين، ثم


[1] في الوفيات: «و يرى عروق نياطها في نحرها» .

[2] في الوفيات: «اغفر لعبد تاب من فرطاته ما كان منه... » .

[3] وفيات الأعيان: 5/172.

[4] هو محمد بن الوليد بن محمد بن خلف القرشي الفهري الأندلسي، أديب فقيه مالكي من أهل طرطوشة بشرقي الأندلس. مات سنة 502 هـ-.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست