responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 129

عنهم؟قال ابن أبي دؤاد: نعم.

فأعرض الشيخ عنه و أقبل على الواثق فقال: يا أمير المؤمنين قد قدمت القول: إن أحمد يقل و يصغر و يضعف عن المناظرة، يا أمير المؤمنين إن لم يتسع لك من الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لأبي بكر و عمر و عثمان و علي رضي اللّه تعالى عنهم، فلا وسع اللّه على من لم يتسع له ما اتسع لهم من ذلك. فقال الواثق: نعم إن لم يتسع لنا من الإمساك عن هذه المقالة ما اتسع لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و لأبي بكر و عمر و عثمان و علي رضي اللّه تعالى عنهم فلا وسع اللّه علينا، اقطعوا قيد الشيخ، فلما قطعوا قيده ضرب الشيخ بيده إلى القيد ليأخذه، فجذبه الحداد إليه فقال الواثق: دع الشيخ ليأخذه فأخذه الشيخ فوضعه في كمه، فقيل للشيخ: لم جاذبت عليه؟فقال الشيخ: لأني نويت أن أتقدم إلى من أوصي إليه، إذا أنا مت، أن يجعله بيني و بين كفني، حتى أخاصم به هذا الظالم عند اللّه يوم القيامة، و أقول: يا رب سل عبدك هذا لم قيدني و روع أهلي و ولدي و إخوتي بلا حق أوجب ذلك علي؟و بكى الشيخ، و بكى الواثق، و بكيت.

ثم سأله الواثق أن يجعله في حل وسعة مما ناله منه، فقال الشيخ، و اللّه يا أمير المؤمنين قد جعلتك في حل وسعة من أول يوم إكراما لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، إذ كنت رجلا من أهله.

فقال الواثق: لي إليك حاجة. فقال الشيخ: إن كانت ممكنة فعلت. فقال الواثق: تقيم قبلنا فتنفع بك فتياننا. فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين إن ردك إياي إلى الموضع الذي أخرجني منه هذا الظالم، أنفع لك من مقامي عندك. و أخبرك لم ذلك: أصير إلى أهلي و ولدي، فأكف دعاءهم عليك، فقد خلفتهم على ذلك. فقال له الواثق أ فتقبل منا صلة تستعين بها على دهرك؟فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين لا تحل لي، أنا عنها غني و ذو ثروة. فقال له: أ تسأل حاجة؟قال: أو تقضيها يا أمير المؤمنين؟قال: نعم. قال: تخلي سبيلي إلى السفر الساعة، و تأذن لي. قال: قد أذنت لك. فسلم عليه الشيخ و خرج. قال صالح: فقال المهتدي باللّه: فرجعت عن هذه المقالة منذ ذلك اليوم، و أظن أن الواثق باللّه، كان رجع عنها من ذلك الوقت، و لي فيها طرق أخرى، و فيها بعض المغايرة فلهذه و قد سبق في ترجمة الواثق ما يدل على رجوعه و اللّه تعالى أعلم.

خلافة أبي القاسم أحمد المعتمد على اللّه بن المتوكل‌

ثم قام بالأمر بعده ابن عمه أحمد، المعتمد على اللّه بن المتوكل على اللّه بن المعتصم باللّه.

بويع له بالخلافة يوم قتل ابن عمه المهتدي باللّه بسر من رأى، و كان له اسم الخلافة و لأخيه الموفق بن المتوكل تدبير الملك و لما مات الموفق، قام بتدبير الملك بعده، ابنه أحمد المعتضد بن الموفق و غلب على عمه المعتمد كما كان أبوه غالبا عليه، فكان المعتمد يطلب الشي‌ء الحقير فلا يناله و لم يكن له سوى الإسم فقال في ذلك:

أ ليس من العجائب أن مثلي # يرى ما قل ممتنعا عليه

و تؤخذ باسمه الدنيا جميعا # و ما من ذاك شي‌ء في يديه‌

قيل: إنه شرب يوما على الشط شرابا كثيرا فتغشى و مات. و قيل: إنه اغتم و مات و هو نائم‌

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست