responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 126

قالت فكم أعييتنا حجة # تجي بها كاملة بهجة

فيا لها بين الورى خجلة # إن كنت ما تمهلنا ساعة

فائت إذا ما هجّع الساهر # و اسقط علينا كسقوط الندى

إياك أن تظهر حرف الندا # يستيقظ الواشي و يأتي الردى

و كن كضيف الطيف مسترصدا # ساعة لا ناه و لا آمر

حاججتها عشرا و صافحتها # على دنان الخمر صافيتها [1]

رامت مواثيقا فوافيتها # ملتحفا سيفي و لاقيتها

آخر ليلى و الدجى عاكر # يا ليلة قضيتها خلوة

مرتشفا من ريقها قهوة # تكر من قد يبتغي سكرة

ظننتها من طيبها لحظة # يا ليت لا كان لها آخر

فلما أنشد ذلك أبو نواس بحضرة الخليفة، أعجبه ذلك و أمر له بالجائزة العظمى، و وفى بما عهد.

ثم إن المستعين أشهد على نفسه أنه قد خلعها من الخلافة، و أنه قد أحل الناس من بيعته بشروط، و خطب للمعتز بن المتوكل.

فنقل المستعين إلى قصر الحسن بن وهب فاعتقل به تسعة أشهر، و وكل به من يحفظه ثم أحضر به إلى واسط و دس عليه المعتز، سعيدا الحاجب فقتله صبرا في أوّل شهر رمضان سنة اثنتين و خمسين و مائتين و جي‌ء برأسه إلى المعتز، و هو يلعب الشطرنج، فقيل له: هذا رأس المخلوع، فقال: دعوه هناك حتى أفرغ من اللعب. فلما فرغ أحضره و نظره، ثم أمر بدفنه. و كانت خلافته سنتين و تسعة أشهر، و عمره إحدى و ثلاثون سنة و كان مربوعا مليح الوجه به أثر جدري، و كان ألثغ يجعل السين ثاء و كان كريما مبذرا للأموال رحمه اللّه تعالى.

خلافة أبي عبد اللّه محمد المعتز باللّه بن المتوكل‌

ثم قام بالأمر بعده ابن عمه محمد المعتز بن المتوكل. بويع له بالخلافة لما خلع المستعين نفسه، في أوّل سنة اثنتين و خمسين و مائتين، ثم دبر عليه صالح بن وصيف حاجبه، فجاء إليه و معه جماعة، و بعثوا إليه أن أخرج، فاعتذر بأنه تناول دواء، فأمر صالح أن يدخل إليه بعضهم، فدخلوا و جروا برجله إلى باب الحجرة، فأقيم في الشمس الحارة، فصار يرفع قدما و يضع أخرى، و هم يلطمونه و يقولون له: اخلعها و هو يتقي بيديه و يأبى، ثم أجابهم و خلع نفسه. فتسلمه صالح بن وصيف، و منعه من الطعام و الشراب ثلاثة أيام، ثم أنزله إلى سرداب مجصص و أطبقه عليه حتى مات. ثم أخرجه و أشهد عليه أنه لا أثر به. و قيل: إنه بعد خلعه بخمسة أيام أدخله الحمام، و منعه الماء حتى عاين التلف، ثم أتوه بماء


[1] دنان الخمر: أوعية الخمر.

نام کتاب : حياة الحيوان الكبري نویسنده : الدميري    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست